الحرية الخلاقة
على نور الدين
توفرت لدى الدول العربية الكثير من الحرية ، و لكن لم نستطع أن نستخدمها فى ثوبها الصحيح ، و ذلك لأنه يتضح لنا أن كلمة حرية تعنى أو تعاكس كلمة أخرى و هى الفوضى.
و لكن الحرية لا تعنى فوضى. فإن الحرية هى حرية الفكر و العقل و أن نتحرر من العبودية فى أى مجال ونعلم أننا لنا إله واحد فى السماء فقط ، وأن كل من على الأرض ليس إلا سوى بشر.
و من ذلك المفهوم البسيط يمكن التحرر من الخوف ، فلا يخشى المبدع و الكاتب أن ينقد أحد ولا تخشى النساء أن تقول أرائها بحرية و شجاعة.
مللنا الحديث عن الحلال و الحرام ، مللنا الأحاديث عن جسد المرأة ، مللنا الأحاديث عن هذا فاسق و تلك عاصية.
نريد أن نترك تلك الأشياء لرب العباد ، و نتحرر من وهم الأقاويل الزائفة التى لا تغنى من جوع.
الحرية هى حرية الفكر بكافة أشكاله و أن الأخرون يتقبلونه و يتقبلون إختلاف الأخر فى الشكل و الملبس و الطبقة الإجتماعية و الثقافية و الجنس و الدين فتلك الأمور ملأت القاع و نحن لا نريد أن نبقى فى القاع.
إن الحرية لا تعنى الفجور و العصيان و لكن تعنى الضمير الشخصى لدى كل فرد تجاه كل الأمور ، فعندما اختلف مع رأيك لا يعنى أننى لا أحترمك ولكن الإختلاف فى حد ذاته ثراء ، فعندما تقرأ كتابا يحمل أفكارا مختلفة عن أفكارك فهو بالتأكيد سيفتح لك أفاق جديدة و يجعلك تفكر و من ثم تبدع ف الإبداع مبنى على الاختلافات.
إننا نريد دول يكون مبدأها هو العقل أولا وليس الجسد.
إننا أمة أقرأ و أمة العقل فلو ظللنا نتمسك بأشياء أخرى فلن و لم نتقدم.