الاستعمار الجديد
مهاب مصطفى
في القرن التاسع عشر حين كانت بريطانيا تتحكم تقريبا في ربع سكان الارض وكان لها مستعمرات في مشارق الارض ومغاربها كان معروف لدي سكان تلك الدول المستعمرة من هو المستعمر حين يرون الاعلام البريطانيا في كافة ارجاء الدولة في المباني الحكومية ومراكز الشرطة , كانو يرون الجنود البريطانيين وهم يتجولون في شوارع البلاد مرتدين الزي العسكري البريطاني .
و بانتهاء الحرب العالمية الاولي والثانية وبداية حركات التحرر من الاستعمار وخسارة الدول مستعمراتها , تعلمت الولايات المتحدة الامريكية درسا جديدا يتلخص في اخفاء مظاهر الاحتلال القديم , التي كانت تحرك المشاعر الوطنية و الكرامة القومية عند رؤية علم اجنبي مرفوع او جندي اجنبي موجود .
وللاستعمار الجديد عدة مظاهر أهمها السيطرة الامريكية المطلقة علي اقتصاديات البلاد وتجارتها الخارجية والداخلية وشئون النقد , استمرار خضوع الدول للسياسة الامريكية في مجلس الامن والامم المتحدة والمحافل الدولية والمؤتمرات العالمية , محاربة النظم الاشتراكية وتدعيم مركز الرأسمالية العالمية والاحتكارات , إضعاف الشعور القومي .
ويعتمد الاستعمار الجديد علي المعاهدات الاقتصادية غير المتكافئة والتلاعب في اسعار البضائع وقيمة النقد الاجنبي كما يتلاعب في حساب القروض ومددها وفوائدها وقيمة اقساطها في حماية البنوك والمنظمات الدولية وهي في مجموعها تكون عصابات مالية عالمية تعمل لحساب الولايات المتحدة الامريكية وضد مصلحة الدول المتخلفة والنامية .
في الواقع المستعمر الحقيقي ليس الولايات المتحدة الامريكية , فالولايات المتحدة ليست الا غطاء خارجي للمنظمات الصهيونية السرية التي هي وحدها فقط المستفيد فقد اصبحت الان تسيطر علي معظم اقتصاد دول العالم ان لم تكن تسيطر علي اقتصاد العالم كله .
ويؤكد كلامي هذا وثيقة قديمة نشرت عام 1903 في روسيا حصل عليها الكاتب سيرج نيلوس عام 1901 من امرأة سرقتها من احدي اجتماعات الماسونية الصهيونية في فرنسا وكانت الوثيقة تحمل عنوان ” بروتوكولات حكماء صهيون ” وتتضمن الوثيقة خططا وشرحا تفصيليا وضعها حكماء صهيون منذ القدم لكيفية السيطرة علي العالم .
ولدي اليهود الصهاينة في كل بلد المنظمات التي تعمل جاهدا لتحقيق اهدافهم مثل البنائين الاحرار (الماسونية) والروتاري وغيرها …
ويجب ان يعي كل شباب الوطن العربي خطورة تلك المنظمات التي تهدف في النهاية لجعل اليهود هم الاسياد وباقي الاممين (غير اليهود) والناس هم العبيد المسخرين لخدمتهم وخلقهم الله علي هيئة البشر فقط تكريما لليهود كما هو موجود في توراتهم المحرفة وكما هو مذكور في البروتوكولات .
فاليهود الصهاينة هم المستعمرين الجدد الذين اتخذو ” الاستعمار الجديد” وسيلة للسيطرة علي العالم واتخذو الولايات المتحدة الامريكة والمنظمات الدولية غطاء لهم كي لا يعرفهم الناس فيثورو عليهم فهذه الطريقة توفر لهم امان اكثر مما يوفره الاستعمار القديم الذي يكون فيه المستعمر واضحا ظاهرا امام الامة المستعمرة .