الهروب من المدرسة بربع دينار!
د.نورة المليفي
الهروب من المدرسة بربع دينار، ليس عنوانا من واقع الخيال، ولكنه واقع مرير، حدثت واقعته من قبل جائحة كورونا ببضع سنين، وقد حققت في الموضوع ونال التحقيق جائزة التميز الصحافي.
المدرسة بيئة طاردة: الواقع التربوي جعل من المدرسة بيئة طاردة للطلبة والطالبات، فإما أن ينتهز الطالب الفرصة للغياب أو يهرب من المدرسة، ففي مناسبات الأعياد يتعمد الطالب الغياب قبل الإجازة الرسمية للأعياد، تمتد الإجازة عنده إلى أسبوع حسب عرفه أو أنه يهرب من مدرسته أثناء الحصص، حيث يقدم رشوة لحارس المدرسة تصل إلى ربع دينار ليهرب من الحصة الأخيرة أو أن يقدم رشوة تصل إلى دينار ليهرب من آخر ثلاث حصص من المدرسة.
اعترافات الطلبة: وبعد التحقيق في الموضوع اعترف الطلبة بالواقعة. وأنهم هربوا فعليا من المدرسة من باب المدرسة وليس من سور المدرسة، مؤكدين أن المدرسة مملة ورتيبة وكئيبة وأن الأساتذة يفقدون عنصر التشويق للحصة أو للساعة الدراسية، بل ان عددا من الأساتذة يتعاملون معهم بعلو أو باحتقار أحيانا أخرى أو بتصيد، حيث يصطادون أخطاء الطلبة تصيدا كيديا، وكأنهم في حرب من سينتصر، والكارثة الكبرى عندما يقف مدير المدرسة مع الأستاذ دون التحقيق في الموضوع، ويتم تصديق الأستاذ وتكذيب الطالب، لأنه العنصر الأضعف ويتآمر كل من الأستاذ والمدير على الطالب، لتتم العقوبة بلا رحمة، وقد تصل العقوبة إلى فصل الطالب من المدرسة فصلا نهائيا دون جريمة محققة.
المعلم التربوي وأخلاق المهنة: إننا بحاجة إلى المعلم التربوي الذي يحترم مهنته ويلتزم بأخلاق المهنة، ويتعامل مع الطالب برقي وأخلاق عالية، لأن الطالب هو الغد الذي ينتظره الوطن وهو المستقبل المشرق لكويت جديدة.
اليوم هو طالب وغدا هو صانع للأوطان وعليه فإن أسلوب التعامل مع الطالب إما أن يجعل المدرسة بيئة جاذبة للطالب أو بيئة طاردة للطالب،
إضافة إلى التنويع في سبل وطرق التدريس وجعلها مواكبة لعصر العولمة.
نقلا عن الانباء