هلا نيوكاسل
تركي السهلي
ما أسعدنا هذه الأيام. الخبر الذي انتظرناه طويلاً أصبح حقيقة. تكتل استثماري بقيادة صندوق الاستثمارات العامة يستحوذ على ملكية نادي نيوكاسل الإنجليزي مئة بالمئة. أخيرًا قطعنا الطريق ووصلنا.
هذا الأسبوع كان رائعًا، المنتخب يفوز على اليابان في مسيرته نحو مونديال قطر، وبطولة الأندية البطلة في العالم لكرة اليد تلتئم في أرضنا، والشباب الدوليون تحت سبع عشرة سنة يرفعون الأثقال في جدة. كُل الأخبار مُفرحة والنتائج جيّدة والصورة الزاهية تنعكس على الأرض. الملاعب لدينا تتلوّن والجماهير تنعم بحقول رياضية مُثمرة. كُل ذلك حدث لأننا نمتلك الآن رؤية وأهداف واضحة وعزم لا يلين لتحقيق المراد وتكوين القوّة الكبيرة في المنطقة. بعد أيام سنحتفل بنجومنا وباريس سان جيرمان في العاصمة وسنشاهد أبطالاً في موسم الرياض وستنطلق الأغاني والأزياء والعطور والفرح الذي نستحق وكنّا في انتظاره منذ زمن بعيد.
ورغم هذا، ما زلنا أكثر نهمًا ولم نرتو بعد ونريد أن ننهل حتى تمتلئ أرواحنا قبل أجسادنا.
والحقيقة أن قصّة امتلاك نيوكاسل مذهلة وتستحق أن تُروى وأن تُكتب وتوثّق وأن ينقلها قلم عن قلم وصوت عن صوت. خطوات صعبة بمفاوضات معقّدة وتداخلات مضنية وألغام في الرحلة، لكنّ العقل السعودي كان أكبر من النوايا السيئة والحركات الصغيرة والنفوس الضعيفة. نحن في هذه المرحلة نجري بكل جهد ونزرع بكل إخلاص ونستنشق الهواء. هلا نيوكاسل. هلا لأنك تمثّل لنا نقلة إلى التأثير ودفعة للتغيير وسارية طويلة فوقها علم.. علم أخضر وسحنات صحراء ولسان فصيح. لسنا مجرّد باعة ومشترين وداخلين السوق للخروج منه بمغنم ماديّ فقط. نحن نعطي الآخرين رؤيتنا ونأخذ منهم وقوفهم القديم. نجحنا في جولتنا الأولى وبقي لنا مزيد جولات. أنهينا معركة وبقي معارك. لقد استحوذنا على أكثر من مئة عام من الشمال الشرقي في إنجلترا وعلى صورة ألن شيرر وشاي الملكة في مساء لندن البارد وعلى الباحات والليل والجماهير المندفعة الصابرة على الغرور الأحمر في الوسط والأطراف. أهلاً بنيوكاسل وأشجارها وممراتها وشعبها وروائح الخبز في مخابزها وبالحمرة في خدود فتياتها. أهلاً بالشعر الأشقر والموج الأكثر والتلّة الخضراء. أهلاً بامتزاج الربيع بالرمل الأصفر والنبت الأزهر وبخزامى البنفسج. مرحبًا بالقطار وصوت الآلة وعامل المصنع من رجل الصمّان والجمل الأبيض والصيّاد في أملج وحصان نجران. لسنا فرحين بالفوز بل بالانتصار. لم نكن خائفين لذلك لم نتراجع. لقد حققنا رغبات المشجعين ووصلنا إلى الدرجة الأخيرة من السّلّم.. بذكاء.
*نقلاً عن الرياضية السعودية