المنتخب العراقي… والصدمة
وليد الطائي
البطولة الآسيوية المؤهلة لكأس العالم بكرواتيا 2023 والمقامة في مملكة البحرين والتي تنظمها البحرين بكل كفاءة والتي يشارك بها أقوى المنتخبات الآسيوية… لم يغب عنها المنتخب العراقي رغم الظروف القاهرة التي يمرّ بها، فالمنتخب في حالة تجديد وهو مولود جديد وكان اختيار لاعبيه أشبه بعملية قيصرية والسبب غياب القاعدة وعدم وجود دوري الفئات العمرية، ثم لا يوجد دعم أو مخصصات مالية للفئات، أي لا توجد المادة الحيوية لتأسيس وإنشاء منتخبات مستمرة طيلة العام.. يعني هو منتخب طوارئ، ثم أن الفترة التي تم تكليف بها المعنيين بتشكيل المنتخب للناشئين هي فترة لم تتجاوز الشهر وهذا يعني الكثير لذوي الاختصاص وحتى للجماهير، كذلك موضوع الايفاد وتغطية نفقاته في ظل ميزانية شبه خاوية للاتحاد لضعف المخصص من اللجنة الأولمبية وفي ظل ظروف صعبة يمر بها العراق بشكل عام من تحديات كثيرة لا مجال لذكرها وهي معروفة للقاصي والداني.
المباراة الأولى مع المنتخب الشقيق السعودية كان لاعبو المنتخب في حالة صدمة والسبب وهم صغار السن وهي التجربة الأولى لهم، كذلك ظروف السفر الصعبة جدًا رغم أن البحرين والعراق في خط طول واحد جغرافيا، ثم والأهم أنهم أمام بطولة تحمل اسمًا كبيرًا جدًا في عالم كرة اليد وأغلب المنتخبات هم من أبطال العالم، كذلك فترة الإعداد القصيرة جدًا ولم يخوض المنتخب ولا مباراة تجريبية واحدة، كذلك جميع اللاعبين طلبة وخارجين من فترة اختبارات مدرسية لم تعطِ للاتحاد فرصة الاختيار المناسب للاعبين، وهناك كثير من الأمور لا نستطيع ذكرها هي من تشكل أكبر عائق وحائط صد في حسن اختيار التشكيل المناسب للمنتخبات..!
لكن الأمر الوحيد الذي يريح المنتخب ويؤثر نفسيًا على معنوياتهم هو أنهم يلعبون في ملاعب وطنهم الثاني البحرين التي تعودت فيه المنتخبات العراقية أن تلعب بانشراح وثقة وهي بوابة الانتصارات العراقية لكثير من الألعاب.
التجربة الثانية مع اليابان رغم السيطرة الكاملة فنيًا وبدنيًا على مجريات المباراة من قبل المنتخب الياباني لكن ظهر اشبال الرافدين بحالة إيجابية وكان ندًّا للساموراي في كثير من الفترات وهاجم بقوة وأحرز أهدافًا جميلة ومرسومة وكذلك وجدنا ملامح إعادة الثقة قد بانت لبعض اللاعبين ونرجو أن تكون حاضرة في باقي المقابلات لدى جميع اللاعبين، ممزوجة بالغيرة العراقية، متمنين لهم كل التوفيق مع المنتخب القطري الشقيق، لا نطلب منكم المستحيل لكن الاجتهاد والمثابرة والتصميم والثبات والروح الجماعية كلها من عوامل النصر.
*نقلاً عن الوطن البحرينية