تقييم أداء على الهواء
يوسف القبلان
من السهل تقييم أداء بعض الأجهزة ومستوى الخدمات بطريقة مباشرة دون الحاجة إلى إجراء بحوث ودراسات.
جولة بالسيارة تكشف مستوى صيانة الشوارع، وتقييم أداء المرور، والبلديات، والتجارة. وجولة في الأسواق تقيم أداء حماية المستهلك. وزيارة للمستشفيات تقيم مستوى الرعاية والخدمات والتعامل مع المرضى والزوار.
حين نشاهد التشويه البصري في لوحات المحلات نتذكر أداء البلديات كما نتذكرها في موضوع المطبات الصناعية والحفر في الشوارع، أما مسميات بعض المحلات وهي باللغة الإنجليزية فتذكرنا بأداء وزارة التجارة ووزارة الثقافة أيضا. إزعاج بعض سائقي السيارات والدراجات النارية ومخالفاتهم في ساعات الصباح الأولى تجعلنا نتساءل، أين المرور وأين الكاميرات وأين العقوبات؟!
أما تقييم أسعار الأراضي والعقارات والمدارس والجامعات والمستشفيات الخاصة فيستطيع الطفل كتابة تقرير عنها ويحصل على درجة الدكتوراه.
الإعلام الرياضي وخاصة ما يتعلق بكرة القدم هو أسوأ جزء من قوتنا الناعمة. هو نشاط عبثي ينشر التعصب الرياضي بين الناشئة، هو صفحة سوداء في كتاب التنمية، هو حالة شاذة عن منظومة النهضة الشاملة التي تعيشها بلادنا في كل المجالات. إعلام يقدم حوارات رياضية لا تليق بمكانة المملكة وتطورها ودورها الريادي، حوارات سطحية تتغذى على التعصب والتشكيك وتوجيه الاتهامات كيفما اتفق، حوارات غير قادرة على التحرر من فكر المؤامرة. حوارات مناسبة لتقديم دروس عن التعصب والحوار غير الموضوعي والرأي المستقل، والتناقض وضعف الحجة والكذب. والبحث عن الانتصار في النقاش بدلا من البحث عن الحقيقة. ألا يساعدنا هذا الإعلام الرياضي في تقييم أداء وزارة الإعلام ووزارة الرياضة ومركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني.؟ ليت المتميزين من الإعلاميين الرياضيين ينسحبون احتجاجا على المستوى الهابط للفكر وأسلوب النقاش الذي لا ينتمي لعالم الحوار حتى لا يشملهم هذا النقد.
أعود لوزارة الثقافة وأتساءل عن استخدام اللغة الإنجليزية بدلا من اللغة العربية من دون مبرر مقنع.
محاولات تشويه صورة المملكة من فئات مغيبة أو مرتزقة هي مسألة تدفعنا للتساؤل حول خطابنا الإعلامي الدولي وكيف نستثمر قوتنا الناعمة ومنجزاتنا التنموية ومساهماتنا الإنسانية ودورنا الدولي.
هل التقييم السابق ناقص.؟ نعم، النقص في عدم التطرق للإيجابيات وهي كثيرة ومعروفة ويصعب حصرها في مقال واحد وكل جهاز يستحق التقدير والإشارة إلى ما يحققه من تقدم في مسيرة التنمية الشاملة. أشرنا إلى بعض الجوانب التي تحتاج إلى تصحيح أو تطوير وهي جزء من منظومة شاملة جميلة ووطن حقق إنجازات باهرة فريدة خلال مدة قياسية، ومن غير المناسب تشوية المنظومة الجميلة ببعض الأخطاء أو الممارسات التي لا تستعصي على الحل.
نقلاً عن “الرياض“