مَن غيّبهم؟
مقبل بن جديع
قبل حوالي عشر سنوات أو أقل تم ضخ عدد من الدماء الشابة في المنظومة الرياضية السعودية عبر بعض الاتحادات التي كان أبرزها الاتحاد السعودي لكرة القدم إضافة إلى رابطة دوري المحترفين.
ومن أبرز الأسماء التي دخلت المنظومة الرياضية الرسمية هو الأستاذ ياسر المسحل الذي بدأ عضواً في مجلس الرابطة ليتحول بعدها إلى رئيس للرابطة ثم رئيساً لمجلس إدارتها قبل أن يرأس الاتحاد السعودي لكرة القدم. وكان الأستاذ ياسر يتمتع بالمعرفة والخبرة الإدارية إضافة لما يملكه من قدرات وشغف، وهذه العوامل عندنا تتوفر في شخص فسيكون ناجحا ومميزا في عمله، كما هو الحال لياسر المسحل.
وفي الفترة التي بدأ فيه ياسر رحلته العملية الرياضية، انضمت أيضاً مجموعة من الأسماء الشابة بعضها لا يزال يعمل في المنظومة الرياضية كنعيم البكر، والبعض الآخر للأسف غادر العمل الرياضي بطريقة تشبه بالخسارة، ولعل أبرز اسم خسرته المنظومة الرياضية سواءً في اتحاد الكرة أو في الرابطة هو الأستاذ أحمد العقيل الذي أبدع في لجنة المسابقات عبر عمل مميز نقل جدولة الدوري من مرحلة العشوائية إلى الاحترافية، وكان عضوا في أول مجلس ينتخب للاتحاد السعودي لكرة القدم، كما أنه عمل في الرابطة كمسؤول عن تنظيم بطولة السوبر وغيرها من المهام، إضافة إلى مساهمته في تأسيس رابطة دوري الدرجة الأولى وعُين مديرا تنفيذيا لها حيث ساهم في جلب شركة ركاء لتكون راعية للدوري في حينها، وختم عمله الرياضي برئاسته لنادي الشباب في وقت حساس استطاع أن يصحح بعض الأمور وفق الظروف المتاحة.
وكنت أتنبأ لأحمد أن يقود إحدى الجهات الرياضية لأنه شخص خبير وقائد ولدية المعرفة الرياضية الكبيرة جداً كما أنه شغوف بالرياضة ويحب التحدي دائماً.
لكن للأسف أنه غاب عن المشهد بشكلٍ مفاجئ، في وقت تحتاج رياضتنا للكفاءات والخبرات، حيث إننا في الرياضة السعودية نفتقر للعدد الكافي من الخبرات والكفاءات. رغم أن لدينا عددا لا بأس به من الكفاءات لكنه عدد غير كاف، وأمثال أحمد ينبغي المحافظة عليهم وعدم التفريط فيهم، خصوصاً إذا كنا نبحث عن الاستمرار في التألق الرياضي على كافة المستويات.
أختم بأن الدول التي سبقتنا في الرياضة لا تفرط بالخبراء بل تستعين بهم سواءً بدوام كامل إذا كانوا قادرين أو كخبراء ومستشارين في حال كانوا غير قادرين على العمل.
*نقلاً عن الرياض السعودية