سعيد بن زايد السيرة العطرة والمشروع الرائد
فيصل النقبي
رحل الشيخ سعيد بن زايد من عالمنا لجوار ربه صباح اليوم بعد سيرة عطرة في جميع المجالات ، وبعد أن أدى الأمانة بصفته إبنا من أبناء الوطن المخلصين الذين قادوا هذا البلد ليصبح من مصاف الدول الأفضل بالعالم ،ولقد رحل تاركا خلفه أعمال جليلة في خدمة ربه ، ودولته ، وأمته العربية الإسلامية .
كان رجلا فريدا من نوعه في جميع المجالات وخاصة في كرة القدم والرياضة حيث قاد رحمه الله مشروعا كرويا ناجحا يعتبر الأبرز في كرة الإمارات خلال العقود الثلاث الماضية ،و لقد بنى صرحا رياضيا من الطراز الرفيع ، وأسس مدرسة الوحدة الكروية التي ما زالت تعمل بنفس الفلسفة وبنفس الأهداف ، وبنفس الشغف كذلك.
لن تسعف الكلمات كاتبا مثلي ليعدد مناقب سموه الكبيرة والواضحة للعيان ، وسأتحدث بهذا المقال لتأبين ذكرى الشيخ الذي لن تنساه كرة الإمارات ، وبما أنني قضيت السنوات الكثيرة في متابعتها والكتابة عنها فلزم علي أن أقول بأن الراحل رحمه الله أحد أبرز قوادها في العقود الأخيرة .
امتاز الراحل بحبه الكبير لكرة القدم ، حيث قاد تأسيس صرح رياضي فريد في عصره برؤية جديدة ، وسابقة لعصرها ، حيث أسس نادي الوحدة ونقله من نقطة الصفر ليصبح بغضون سنوات واحدا من أهم أندية الإمارات والخليج وآسيا وحتى بالعالم حيث شارك بنسخة من نسخة كأس العالم للأندية ، وتحققت رؤية سموه بفضل العمل اليومي المنظم والمستمر ، والاهتمام بالقاعدة الأساسية لكرة القدم وهي المواهب ، حيث دعم هذا التوجه الرائد من نوعه في الدولة ، ولم يقتصر عمله على ناديه بل قام بعمل كبير ومشهود في الفترة التي تولى بها رئاسة إتحاد الإمارات لكرة القدم ، حيث بذل جهودا كبيرة في تنظيم الدولة لكأس العالم للشباب 2003 وكنت أحد الشاهدين العاملين فيها .
وكثيرة هي الأعمال التي رعاها وأسهم فيها الراحل لكن لا أستطيع تعدادها واحصائها لأنه من القامات الوطنية الرياضية الكبرى بالدولة .
أن العين لتحزن ، ونحن معاشر الرياضيين ننعى للعالم وفاة أحد أقطابنا ،لكن يقينا بأنه قد أدى الأمانة كاملة ، وأسلم الروح ونحن راضون عنه وعن ما قام به ، رحم الله الشيخ سعيد وغفر الله له وعزائنا لقادتنا الكرام من آل نهيان حفظهم الله .