الرد على خوارج العصر (5-5)
القاهرة «الخليج»:
لم تعد الإدانة تكفي لمواجهة جماعات التطرف والتكفير التي ابتلي بها العالم الإسلامي في السنوات الأخيرة، فمواجهة هذه الجماعات الضالة تتطلب حصارا فكريا يكشف أباطيلها ويعريها أمام جماهير المسلمين في كل مكان.
وأحدث هذه المواجهات الفكرية تمثلت في موسوعة علمية تبناها العالم الأزهري د. علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر ومفتي مصر السابق، حيث كلف مجموعة من الباحثين المتخصصين في العقيدة والشريعة الإسلامية والسنة النبوية والفقه الحضاري بحصر أكاذيب التكفيريين والرد عليهم بما يدحض أباطيلهم.
وقد أكد د. جمعة في مقدمة الجزء الأول من الموسوعة العلمية، الذي يرد على الفكر المتشدد في أمور العقيدة، أن هذه الجماعات الضالة التي ابتلي بها عالمنا الإسلامي وزاد خطرها في السنوات الأخيرة تحتاج إلى مواجهة فكرية جادة، إذ لم يعد الحل الأمني كافيا لحماية مجتمعاتنا العربية والإسلامية من مخاطرها.
في نهاية رحلتنا مع مصائب ورذائل المتطرفين والمتشددين، الذين ابتليت بهم بلادنا العربية والإسلامية وشاع فسادهم وانحرافهم في العالم كله، وأصبحوا يشكلون خطراً كبيراً على مسيرة النهضة والتقدم نستعرض من خلال هذا الجزء من موسوعة «الرد على خوارج العصر»، كيف كان عداء هؤلاء للعلم والحضارة أشد وكيف ساقتهم حماقتهم إلى هدم كثير من المعالم الحضارية نتيجة جهلهم بمواقف الإسلام العظيمة من كل ما يحقق للإنسان منفعة ويرقى بمشاعره ويساعده على النهضة بمجتمعه.
والواقع أن كل سلوكيات خوارج العصر، التي شاهدناها ووزناها بميزان الإسلام تؤكد مدى جهل هؤلاء بالإسلام، ما أدى بهم إلى هذا القدر الكبير من البشاعة والقبح التي تظهر وتتظاهر به فرقة الخوارج الذين خرجوا عن صحيح الدين ووسطيته؛ فقد حرم هؤلاء بسبب ضيق أفقهم من جمال الإسلام، وحرموا من السير مع جموع المسلمين في الطريق الصحيح، وقد أخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن المسلمين لا يجتمعون على ضلالة كما جاء في الحديث.
أعداء للحضارة
ويكشف البحث بعد ذلك عن مصادمة فكر الخوارج للحضارة وعواملها وللفقه الحضاري المتعلق بالتعامل مع كل ما هو جديد، فيبدأ بتمهيد يوضح حقيقة ما يعرف بالثوابت والمتغيرات، وموقف الإسلام منهما، فالثوابت يقصد بها القطعيات ومواضع الإجماع التي أقام الله بها الحجة بيِّنة في كتابه أو على لسان نبيه، صلى الله عليه وسلم، ولا مجال فيها لتطوير أو اجتهاد، ولا يحل الخلاف فيها لمن علمها؛ يقول الإمام الشافعي رحمه الله: «كل ما أقام به الله الحجة في كتابه أو على لسان نبيه، صلى الله عليه وسلم، منصوصًا بيِّنًا لم يحل الاختلاف فيه لمن علمه».
ومجال هذه الثوابت إنما يكون في كليات الشريعة وأغلب مسائل الاعتقاد وأصول الفرائض وأصول المحرمات وأصول الفضائل والأخلاق، فمن أحكام الدين ما يتعلق بالعقائد التي تحدد نظرة الدين إلى المبدأ والمصير وإلى الله والكون والحياة والإنسان، أو ما يسميه علماء العقيدة: الإلهيات والنبوات والسمعيات. وهذه حقائق ثابتة لا تتغير، ومنها ما يتعلق بشعائر العبادات وأصولها التي تحدد صلة الإنسان العملية بربه، وهي تُعد أركان الإسلام ومبانيه العظام. وهذه في أسسها العامة ثابتة، ومنها ما يتعلق بالقيم الخلقية، ترغيبًا في الفضائل وترهيبًا من الرذائل. وهذه تتميز بالثبات أيضا في الجملة.
أما المتغيرات: فيقصد بها موارد الاجتهاد، وكل ما لم يقم عليه دليل قاطع من نص صحيح أو إجماع صريح؛ وهذا ما يجهله المتشددون ولذلك تختلط في أذهانهم الأحكام الشرعية وتسيطر عليهم أهواء التطرف والتشدد والتكفير.
وتبعًا لقاعدة الثوابت والمتغيرات فإن التطور الحضاري للإسلام مقيد بألا يذهب أو يطيح بأي ثابت من الثوابت الإسلامية، لكنه يمكن أن يضيف ثوابت جديدة.
صفات خوارج العصر
ثم يتحدث البحث عن ملامح التشدد في الدين وصفات المتشددين، والتي رأيناها في سلوك خوارج العصر ومن أهمها:
* الغلو في ممارسة الشعائر: من المعلوم والمقرر في شريعة الإسلام أنه مع وجود دواعي التيسير فلا مانع أن يختار الإنسان لنفسه الأشد والأثقل في بعض المسائل تورعًا واحتياطًا، ولكن لا ينبغي أن يكون هذا منهجه دائمًا، وأن يعمم ذلك على الآخرين مع الحاجة إلى الرخصة والتيسير، والله عز وجل يقول: «يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر»، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: «إن الله يحب أن تؤتى رخصه كما يكره أن تؤتى معصيته» و«ما خُيِّر رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أمرين إلا أخذ أيسرهما ما لم يكن إثمًا». أما هؤلاء فما خيروا بين أمرين إلا اختاروا أشدهما إظهارًا لمتانة الدين وتنقصًا بالآخرين مع أن الإخلاص وحسن النية وصدق الاتباع وموافقة الشرع هو مدار قبول العمل، ولو كان ذلك مسلكًا فرديًّا لتركوا وشأنهم ولكنهم يريدون إلزام جميع الناس برأيهم وإن جلب عليهم الحرج والعنت.
* التعصب للرأي: مما لا يختلف عليه اثنان أن التعصب للرأي والنفس من أول دلائل التشدد؛ بحيث لا يعترف المتشدد للآخرين بوجود، ويحجر على آراء مخالفيه ويلغيها؛ فهو يثبت رأيه ويتعصب لنفسه وينفي كل ما عداه. ويزداد الأمر خطورة حين يريد فرض رأي على الآخرين بالقوة والغلبة عن طريق الاتهام بالابتداع أو بالكفر والمروق، وهذا الإرهاب الفكري أشد تخويفًا من الإرهاب الحسي.
* التمحور حول الشخصيات والأحزاب والجماعات والأفكار: حيث إننا كثيرًا ما نجد من هؤلاء من لا يقبل النقد؛ ولو كان نقدًا علميًّا نزيهًا، ويحملون حملات عنيفة على مخالفيهم تحت ستار الانتصار للشريعة، وما هو إلا انتصار للأهواء والآراء والأغراض والمصالح الشخصية والمادية والرغبة في الحكم تحت شعار الدين، ويشوهون كل شيء ويسلكون كل السبل من أجل الشخصية التي تمحوروا حولها وفُتنوا بها إلى درجة تأليهها وادعاء العصمة لها، وتجد هؤلاء يجتمعون على أساس مداراة عيوب كل منهم والوقيعة في الآخرين وستر نقائصهم بانتقاص الآخرين، وبذلك تنمو العيوب وتزداد النقائص ويتحول هؤلاء الأشخاص إلى أدوات مُسخَّرة لفكرة أو لفرد، ومن دعوة الناس إلى الله إلى أن يصيروا دعاة لشخص أو قوم أو حزب أو فكرة فتنوا بها واستحوذت عليهم.
* التقليد الأعمى: ويظهر هذا عندهم في تقليد من لا يوثق بعلمه وعقله- كشأن مدعي الاجتهاد في عصرنا- ثم يدعي الأتباع أن إمامهم على صواب في كل مسألة اجتهد فيها، وهم لم يصرحوا بلسان المقال لكن بلسان الحال؛ مع أن الأمور الاجتهادية الخلافية ظنية لا تعطي يقينًا، ولكن هؤلاء يرون كل الحق فيما رآه إمامهم ويرون ما عداه باطلاً، وهذا التقليد الأعمى والنزوع الجاهل إلى الماضي يفرض أشكالًا متعددة من المحظورات والرقابة التي تصل في بعض الأحيان إلى الإدانة الكاملة لكل المستجدات في مختلف المجالات.
* القيام على الصفوة: ونرى هذا في ظاهرة الانطواء والانزواء الفقهي والفكري والتراثي الذي يحرمهم من الاستفادة والاستمتاع بثمرات عقول جمهور الفقهاء والمفكرين والباحثين؛ مع أن تراثنا العلمي كبير وضخم، إنه تراث أربعة عشر قرنًا فيه أنواع المعرفة والعلوم وثمرات جهود العلماء في مختلف التخصصات؛ فلا يتصور أن تكون عدة صفحات من كتاب حاوية لجميع المعارف والعلوم وشاملة لكل التفسيرات والتأويلات والمعاني النافعة المفيدة، ولا يمكن لمجتهد مهما كان قدره وعلمه أن يستأثر بالصواب دون جمهور العلماء.
* النقص العلمي وعدم الاتزان الفكري: فالمتشدد لا يشعر بأي احتياج لتعلم أي شيء ممن لا يفكرون على نفس شاكلته؛ إنه يعرف أن كل ما يعتقده هذا الآخر، وكل ما يقوله، وكل ما يفعله هو خطأ؛ ولذلك فهو لا يريد حتى أن يسمع أي شيء عنه.
* الطعن في العلماء والتشنيع على المخالف: ونرى دلائل هذا في تصنيفهم للعلماء؛ فمن وافقهم- وما أقلهم- فهو منهم، ومن خالفهم فهو مبتدع ضال يجب الرد عليه؛ لأن الرد من أصول الإسلام، ولذلك نجد المتطرفين لم يسلم منهم أحد من علماء الأمة إلا من وافقهم في هواهم، وهم لا يتجاوزون عشرات العلماء، وأما سواهم فهم مبتدعة ضلال قبوريون خرافيون أشاعرة ماتريدية… وما إلى ذلك من قائمة الألقاب التي يمزقون فيها جسم الأمة الإسلامية والتي يجمعها مذهب أهل السنة والجماعة ليحولوها إلى مذاهب متناحرة وفرق متصارعة، وتجد جرأة هؤلاء على أهل العلم والصلاح والمعروفين بالدين والتقوى وعلى أئمة الدين من الحفاظ والمحدثين والمفسرين والفقهاء؛ بينما تجدهم يسالمون الأعداء ويهادنون فرق الضلال ويجبنون عن التعرض للحركات الهدامة المارقة.
* الجلافة والغلظة: التي من نتائجها الحتمية عندهم افتعال الخصومات بين المسلمين، وما أكثر الخصومات التي تثير الفرقة والخلاف، ومن ذلك: كيفية وضع اليد في الصلاة وبعد الرفع من الركوع وطول شعر اللحية ودرجة ميل القبلة والدعاء بعد الصلاة ورفع اليدين في أثناء الدعاء ومسح الوجه بهما والاحتفال بالمولد النبوي والتوسل والمسبحة.. إلى غير ذلك من المسائل الفقهية الفرعية وفروع المسائل العقدية؛ قال تعالى: ﴿فَنَسُوا حَظًّا مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ فَأَغْرَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ﴾ قال ابن كثير: «ولا يزالون متباغضين يكفِّر بعضهم بعضًا ويلعن بعضهم بعضًا، وكل فرقة تمنع الأخرى من دخول معبدها».
آفات التشدد
ثم يتناول الكتاب آفات التشدد، والتي من أهمها:
* الغرور بالنفس: الذي يصل بهم إلى الاعتقاد بأن آراءهم ومقولاتهم هي الأفضل على الإطلاق؛ فلا يجوز لأحد- مهما كانت منزلته وعلمه- أن يوجه لهم أي نقد أو يقدم لهم أي نصح أو يخطئهم في أي مسألة ولو أدى بهم الأمر أن يكفروا المسلمين جميعًا وأن يضللوهم فيما ذهبوا إليه؛ فينظرون إلى نفوسهم نظرة الإعجاب والافتخار وإلى آرائهم نظرة الصواب الذي لا يظن به الخطأ وينظرون إلى الآخرين نظرة الاحتقار والازدراء والبعد عن الصواب.
* سوء الظن بالناس: فيدفعهم هذا إلى سوء الظن بأعمال الناس وأفهامهم ومواقفهم؛ بل تجاوز إلى الحكم على مقاصدهم ونياتهم، والحكم على الآخرين قبل معرفة آرائهم أو سماع حجتهم وعدم قبول مناقشتهم وحوارهم.
* الجور على الحقوق والواجبات: فنجد كثيرًا من المتشددين من يهتم بكثير من السنن ويضيع ويفرط بكثير من الحقوق والواجبات، ويختل التوازن في تفكيرهم وسلوكهم، وتغيب الأولويات وفقه الموازنات في حياتهم؛ فنجدهم يهتمون ببعض النوافل والمستحبات أكثر من اهتمامهم بالفرائض والواجبات.
* التكفير: إن من أخطر مظاهر التشدد وآفاته وقمة الغلو وذروته السقوط في هاوية التكفير بإسقاط عصمة الآخرين واستباحة دمائهم وأموالهم؛ وهذا ما وقع فيه الخوارج في فجر الإسلام الذين كانوا من أشد الناس تمسكًا بالعبادة كما وصفهم النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: «يحقر أحدكم صلاته مع صلاتهم وصيامه مع صيامهم»، ومع هذا قال عنهم صلى الله عليه وسلم: «يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية»، وقال أيضا: «يقرؤون القرآن لا يجاوز تراقيهم»، وذكر من علاماتهم المميزة أنهم: «يقتلون أهل الإسلام ويدعون أهل الأوثان»، وما وقع لطائفة الخوارج قديمًا وقع لخلفهم حديثًا. إن تكفير المسلم أمر خطر يترتب عليه حل دمه وماله، والتفريق بينه وبين زوجته وولده، وقطع الصلة بينه وبين المسلمين؛ فلا يرث ولا يورث، وإذا مات لا يغسل ولا يكفن، ولا يصلى عليه ولا يدفن في مقابر المسلمين؛ ولهذا حذر النبي صلى الله عليه وسلم من الاتهام بالكفر أشد التحذير؛ فقال صلى الله عليه وسلم: «أيما رجل قال لأخيه: يا كافر؛ فقد باء بها أحدهما».
صدام مع الحضارة
ويتحدث الكتاب بعد ذلك عن مفردات ومظاهر صدام المتشددين مع الحضارة؛ بداية من الصدام مع المجتمع الذي يشمل الصدام مع الآخر المسلم، بأطروحاته المتشددة من داخل دائرة الإسلام، مروراً بالصدام مع الآخر غير المسلم، ثم الصدام مع المرأة نظراً للضعف الكامن فيها، فيستقوون عليها، وهذا ديدن أهل التشدد يستقوون على الضعيف.
ثم يتعرض الكتاب لصدام المتشددين مع الجوانب الحضارية ومنجزات الحضارة؛ فيتحدث عن صدامهم مع العلم والحقائق العلمية، وصدامهم مع منجزات العلم وآثاره الحضارية والتكنولوجية، ثم يتحدث بعد ذلك عن صدامهم مع التقاليد الاجتماعية والاختيارات الشرعية التي استقر عليها المجتمع؛ ومن ذلك على سبيل المثال لا الحصر: الاحتفالات الدينية، وتكبيرات العيد، والأذانان يوم الجمعة، وبناء المشاهد على قبور الصالحين والصلاة بالمساجد الملحقة بها، وإقامة سرادقات العزاء، والمسبحة، والجهر بالذكر والاجتماع عليه.
ثم يختم الكتاب بصدام الخوارج والمتشددين مع المعالم التاريخية والآثار المتعلقة بالتاريخ الحضاري للأمة؛ سواء للمعالم والآثار بشكل عام، والآثار الإسلامية بشكل خاص، ولآثار النبي صلى الله عليه وسلم وكل ما يتعلق به بوجه أخص.
فالمزارات الدينية ومآثر الصالحين بل وقبور الخلفاء الراشدين وغير ذلك- طبقًا لأطروحات المنهج المتشدد- شبيهة بالأصنام، بل إن الناس يعبدونها؛ فيجب هدمها حتى لا يكون للناس معبود إلا الله، وقد قاموا بذلك بالفعل في كثير من الآثار الإسلامية التي تعد جزءًا أصيلاً من الحضارة الإسلامية، فبات التراث الإسلامي على وشك الانقراض بتواصل إزالته لأسباب متشددة لا تمت إلى الإسلام بصلة.
وقد تمادى الأمر بهؤلاء إلى السعي إلى إزالة شاهد جبل الرحمة في عرفات حيث وقف الرسول صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع، بحجة أن الناس يتبركون به، بل سعوا إلى إزالة موقع مولد النبي الكريم صلى الله عليه وسلم الذي تقع فوقه حاليًّا مكتبة مكة المكرمة، جوار البيت الحرام.
كما دعوا لإغلاق مسجد البيعة بمشعر منى المكتشف حديثًا ضمن أعمال التوسعة في مشروع منشأة الجمرات الذي يعتقد أن النبي الكريم بايع الأنصار فيه. كل ذلك بدعوى منع التبرك بها وخوف حصول بدع تقود إلى الشرك كما يدعون.
تدمير الآثار الإسلامية
لقد قام أتباع المنهج المتشدد بتدمير الآثار الإسلامية، وقد ركزوا جهودهم في هذه الأيام على محو آثار الإسلام ومعالمه وطمس كلِّ أثر ديني حتى المساجد.
وفي الوقت الذي تحرص فيه الدول المتحضِّرة على إحياء أمجادها وتراثها، وتتعهد بإنشاء كليات ومعاهد ومؤسسات ومتاحف لحفظ الآثار وصيانتها- في هذا الوقت نفسه يعمد بعض الجهلاء إلى القضاء على أنفس الآثار الإسلامية وأعزها على كل مسلم.