خطورة المكملات الغذائية
هشام صافي
يتسرع بعض الشباب نمو أجسامهم الطبيعي، فيلجؤون إلى مراكز نفخ العضلات، وتناول المنشطات والمكملات الغذائية، اعتقاداً منهم بأنها تعيد تنسيق الهياكل البشرية الاعتيادية، وتبني الأجسام الرياضية، والعضلات المفتولة، وهي منها براء، ولا علاقة لها بهذه النتائج الطموحة من قريب، أو بعيد، وما هي إلا مضيعة للمال والوقت والجهد المبذول في غير مكانه المطلوب، وتشكل خسائر فادحة لكل من يعتقد بها.
ويكاد يجمع الأطباء على خطورة اللجوء إلى المكملات الغذائية لبناء العضلات الغائبة، ويحذرون من آثارها المدمرة في الصحة العامة، وأن الاعتقاد بمساعدتها على بناء الأجسام الرياضية والعضلات المفتولة وهمٌ ما بعده وهم، يبيعه لهم المنتفعون من أصحاب المراكز الرياضية، بل إنهم يحذرون من خطورة بعضها على الكبد، وتسببها بحدوث تليّفات خطرة، تؤدي ضمن عوامل أخرى إلى فشل الكبد في القيام بأدوارها الوظيفية ضمن المنظومة الداخلية للجسد.
بل إن كثيراً من حالات الوفاة حدثت بين الشباب الرياضيين الذين كانوا يعتقدون خطأ أنهم يبنون أجسامهم وعضلاتهم، من خلال المواد الغذائية التكميلية والمنشطات، وذهبوا ضحية لهذا السلوك الخاطئ الذي يروج له المنتفعون منه رغم خطورته.
الشباب قبل اللجوء إلى المراكز الرياضية المهتمة بكمال الأجسام وبناء العضلات، عليهم أن يتقربوا من الأندية الرياضية الثقافية، ويستمعوا إلى آراء الخبراء والمرشدين الصحيين فيها، حول الطرق المثلى لبناء أجسام رياضية حقيقة ومتسقة، وعضلات طبيعية بارزة، مع المحافظة على أعضاء الجسم سليمة معافاة، فلا يقعون ضحية مروجي الوهم، والعضلات التي تؤسسها المكملات الغذائية وتضاعفها مرات، لتصبح أكثر جمالاً، ودلالة على القوة والشباب.
والمدارس والجامعات يجب أن تقلب حصة التربية الرياضية التقليدية رأساً على عقب، ومعلم الرياضة يجب أن يتجاوز إحضار الكرات ليمارس الطلبة ألعاب الكرة الطائرة والسلة وكرة اليد أو القدم، فيتعرف إلى ميول الطلبة وهواياتهم، ما بين السباحة والألعاب الجماعية، وكمال الأجسام، وألعاب القوى وغيرها، والعمل على تفعيلها وتنميتها ليخلق فيها أبطالاً ينافسون على المستويات المحلية والدولية.
والأسر معنية أيضاً بتوعية أبنائها من خطورة الاستعجال وبناء أجسام على أسس غير صحية، بل خطرة ومدمرة للصحة نفسها، وعليها توجيههم بما يحفظهم من الانزلاق في هاوية اللجوء للوهم في سبيل نفخ عضلات وهمية تحمل في داخلها الخطر، والمرض، والدمار اللاحق، ويجب أن تهتم بتقريبهم من الأندية الرياضية الحكومية التي تسعى حقيقة لبناء أجسام الشباب على أسس صحية.
والأمر برمته متروك بين يدي كل شاب لديه طموح بناء جسم رياضي، وعضلات مفتولة، ولديه حرية الخيار بين تدمير صحته وقواه، أو بنائها كما يقول الكتاب، ويشير به المتخصصون.