100 منحة للمقيمين
إيمان عبدالله آل علي
المعلم أساس العملية التعليمية، والوصول للمعلم الكفء بات عملية صعبة، ومبادرة وزارة التربية والتعليم ومجلس أبوظبي للتعليم بتوفير ١٠٠ منحة دراسية بجامعة الإمارات خطوة جادة لتزويد الميدان التربوي بكوادر مؤهلة قادرة على مواكبة متطلبات التعليم الحديث، وذلك من خلال تأهيل 100طالب من أبناء الجاليات العربية في كلية التربية، لسد العجز في المدارس الحكومية.
الشروط التي تم وضعها لقبول الطلبة تسهم في الاختيار الأمثل لمعلمي المستقبل، خاصة شرط حصول الطالب على نسبة لا تقل عن 95%، ليلتحق بالكلية الطلبة المتفوقون الذين تميزوا بحرصهم على عملية التعلم، ولديهم قدرات عالية، في حين المتعارف عليه أن أصحاب المعدلات الأقل يتوجهون إلى كليات التربية، وبالتالي تكون المخرجات أقل من المتوقع والمطلوب، وتلك الخطوة قد ترفع السقف وتجعل كليات التربية تستهدف الطلبة المتفوقين في المراحل المقبلة، خاصة أننا اليوم بأمس الحاجة إلى المعلم المتميز القادر على مواكبة المتغيرات العالمية المتسارعة في التعليم، في ظل التطورات التي خلقت أدواراً جديدة لمعلم الغد.
كلية التربية شهدت وما زالت تشهد عزوفاً كبيراً من المواطنين، رغم أن الميدان التربوي بحاجة إلى معلمين يملكون أدوات العصر وقادرين على التدريس بطرق عصرية للنهوض بالعملية التعلمية، والحاجة ما زالت كبيرة لتخريج أجيال قادرة على مواصلة المسيرة وتحقيق طموح القيادة الرشيدة، والمبادرة التي أقدمت عليها وزارة التربية والتي انبثقت من برنامج «معلم المستقبل» ستسد النقص، لاسيما أنهم طلاب ولدوا في الإمارات، وباتت موطنهم ولا غنى لهم عنها.
الواقع أن هناك تسرباً ملحوظاً في الميدان من قبل المعلمين المواطنين، وانخفاض في أعداد الطلبة الملتحقين بكليات التربية عاماً بعد الآخر، وخلو بعض الجامعات من الطلبة، وهناك إشكالية أخرى وهي عدم رغبة خريجي كليات التربية من العمل في مهنة التدريس، فلابد من إعادة الاعتبار والمكانة الاجتماعية للمهنة قبل أي شيء، والحفاظ على وجود العنصر المواطن الذي مازال في الميدان كنموذج وطني أمام طلاب المدرسة.
مهنة التدريس لابد أن تحظى باهتمام كبير، لأنها مهنة أساسية لتخريج جيل واعٍ وقادر على إكمال المسيرة ومواجهة تحديات المستقبل، وتطوير العملية التعلمية مرتبط بالدرجة الأولى بالمعلم، الذي لابد أن يكون قادراً على استيعاب أدوات التطور والتغير والتكنولوجيا، والأهم تغير النظرة السلبية التي ترافق ملتحقي كلية التربية، رغم أنها من أهم الكليات.
Eman.editor@hotmail.com