قضايا ودراسات

هل من منصف؟

إبراهيم الهاشمي

مستشار.. وما أدراك ما معنى مُستشار.. فهو اسم المفعول من استَشارَ وهو كما في معجم المعاني الجامع: «العليم الذي يؤْخذ رأْيه في أمر هامٍّ علميّ أو فنيّ أو سياسيّ أَو قضائيّ أو نحوه»، وهو كما يسمى أيضا الخبير الضليع العارف بالأمور.. والناصح الذي يؤخذ برأيه، وهو المتخصص الذي يستشار في الأمور الهامة.. وهو صاحب الرأي الذي يتم اللجوء إليه ويؤخذ برأيه في القضايا، ولا تخلو جهة أو مؤسسة أو هيئة أو وزارة ممن يحملون هذا المسمى، وحسب التعريفات السابقة لا يصل إلى هذا المنصب أو المسمى إلا من عرك الحياة والعمل في مجال معين لمدة زمنية طويلة فأصبح خبيراً فيه، ينظر إليه بعين التقدير والإجلال، ويتم اللجوء إليه عند كل خلل أو نائبة أو إشكال، أو عند الحاجة إلى تطوير عمل ما أو اتخاذ قرار ما في مسألة أو معضلة ما.
أحد هؤلاء المستشارين في جهة من الجهات تواصل معي حول تنظيم فعالية معينة مبدياً الرغبة في التعاون، والتقينا عدة مرات معه ومع أفراد من فريق العمل لديه، تناولنا الفكرة والموضوع والأسلوب والأهداف والوسائل حول تلك الفعالية وكيفية نجاحها وتم الاتفاق على التعاون لتنفيذ تلك الفعالية، وبالطبع بادر سعادة المستشار إلى إخباري أن هناك عقداً للاتفاق سيتم إعداده حتى نباشر التنفيذ، ومرت الأيام والأسابيع والشهور، ولم يصل أي شيء من تلك الجهة أو من المستشار، والأطرف أن تلك الجهة أعلنت عن فكرة الفعالية، ثم أعلنت عن مشروع الفعالية، ثم بدأت في تنفيذها، وحتى الآن لا زلت أنتظر سعادة المستشار وأنتظر عقده المزعوم.
للأسف لا أدري سبباً لأسلوب التعامل هذا، وهل أسميه استغلالاً، أو أسميه استهتاراً أو هو استغفال مع سبق الإصرار والترصد، وللأسف الأشد اكتشفت أنني لست الوحيد الذي تعرض لمثل هذا الاستغلال، فقد علمت أن هناك بعض الأخوة والزملاء تعرض لأكثر من ذلك حيث تم الاتفاق معهم فعلياً على إنجاز بعض المشاريع ولدى ذات الجهة، ولم يستلموا حقوقهم حتى الآن، بالرغم من قيامهم بما تم الاتفاق عليه، وتم تجاهلهم تسويفاً ومماطلة، وكأن تلك الجهة فوق كل اتفاق، فهل هناك من ينصف على الأقل من تم الاتفاق معهم؟.

ibrahimroh@yahoo.com

Original Article

زر الذهاب إلى الأعلى