السباق
ابن الديرة
أول ما يتبادر إلى ذهن الإنسان وهو يتابع سباق الفورمولا 1 في أبوظبي أن السباق، في مطلق المعنى، حالة عامة جداً في الإمارات، وحالة خصوصية جداً في الإمارات. المسارات في هذه الدولة واضحة وكذلك الأهداف، والقصد دائماً تحقيق خير الإنسان والإنسانية. الفورمولا 1، في المعنى المحدد المقيد، بعد ذلك، شاهد على روح المكان وحيويته، وعلى قدرة هذا المكان على ترجمة المحبة والأخوة والصداقة والسلام والتعايش والتسامح إلى كل لغات العالم. الفورمولا 1، أمس، في ذروة الحدث، شاهد، وحلبة ياس العالمية شاهدة، وأبوظبي شاهدة، والعالم، العالم كله، الذي احتشد في أبوظبي شاهد بليغ، وعنده الخبر اليقين.
كان العالم أمس في ضيافة الإمارات، في ضيافة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، وفي ضيافة شعب الإمارات. كان العالم أمس في ضيافة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة.
دولة الإمارات، الأنموذج والفكرة والمشروع، كانت هنا، هناك، وكان في إمكان زائر أبوظبي الإطلاع على جوانب لافتة ومتكاملة من النهضة والتنمية، التنمية الواعية البصيرة إذا شئتم، التنمية الموجهة إلى الإنسان وسيلة وغاية، حيث التعمير والتحديث ونهضة الاقتصاد والمجتمع والثقافة والإعلام، وحيث مشروع التعليم المتقدم الذي يستحضر المستقبل في الحاضر، وينشر تباشير الوعد، مدارس وجامعات وإبداعاً وابتكاراً، ومد جسور بين الأصالة والمعاصرة.
حلبة ياس، وعلى مقربة متحف اللوفر أبوظبي، وأعرق جامعات الدنيا، ومراكز الأبحاث، والمؤسسات المالية والاقتصادية الأهم في المنطقة، حيث الرياضة تقدم نفسها في الشكل الأجمل الذي هو، في الحقيقة، جوهر.
وعوداً على بدء، فإن فكرة السباق هي الفكرة الغالبة، وبالتالي، فإن إحراز قُصب السبق صفة لصيقة بدولة الإمارات، والفوز بالمراكز الأولى والمتقدمة هدف يتحقق يومياً.
بالإنسان ورقي الإنسان تنشغل الإمارات. بالمعنى في صميم المعنى، وبالعلم والعمل والاشتغال على الأمل. بنشر القيم والشيم والمبادئ تنشغل الإمارات، وبالسعي إلى تحقيق الأحلام النبيلة. بتحقيق الهوية تنشغل الإمارات، وببناء الأجيال الطالعة. بتحدي القراءة وصناعة الأمل، وبتكريس فكرة السباق تنشغل الإمارات. تنشغل وتعمل وتمضي إلى غدها وتصل.
وأمس، في الفورمولا 1، في مكان السباق وخارجه، حيث احتشد العالم حضوراً أو متابعة عبر وسائل الإعلام، عرف العالم من جديد هواية دولة الإمارات المفضلة: السباق في المعنى المطلق، والإتقان مطوقاً بالإخلاص، والوصول أولاً.
ebn-aldeera@alkhaleej.ae