تحكم الذكاء الصناعي في العقل البشري
شيماء المرزوقي
كل يوم نقرأ خبراً عن الذكاء الصناعي، والتطورات والاختراقات في هذا المجال متواصلة وهي سريعة بكل ما تعني الكلمة، وحقل الذكاء الصناعي كبير ومتنوع فهو في كل مجال من المجالات الحياتية دون استثناء، فلا يمكنك أن تجد حقلاً لا يستطيع الذكاء الصناعي اقتحامه والتأثير فيه. كثيرة هي التطلعات وأيضاً هي متنوعة المهام التي يعمل عليها العلماء لتطوير آليات هذا الذكاء والدفع به نحو الواقع الذي نعيشه، حيث نسمع أن الذكاء الصناعي سيكون متواجداً في تفاصيل حياتنا الدقيقة مثل منازلنا وفي طهي طعامنا وحاضراً في العيادات الطبية فضلاً عن هذا سننتقل بواسطته في المستقبل القريب، ومن خلاله سيتم التعامل وحل الكثير من المشاكل التي تعترض الإنسان، ولكم أن تعلموا بأنه سيكون حاضراً حتى في الحروب والنزاعات العسكرية. ومع مثل هذا الازدهار والتوسع يتوقع أن يخفي ويلغي كافة الأدوات الاعتيادية القديمة، ومعها تندثر وظائف ومهام عمل اعتدنا عليها لعقود طويلة من الزمن، هذا جميعه مهدد بالتغير التام، فالبشرية مقبلة على مرحلة غير مسبوقة وحديثة بكل ما تعني الكلمة، حتى أن البعض من العلماء يضعون كل ما تحقق للبشرية من منجزات وتطور وتقدم وحضارة في كفة وثورة الذكاء الصناعي وما يتوقعون أن يحدثه في عالمنا في كفة أخرى.
ولفهم حجم ومدى هذا التطور المهول وأنه فعلاً غير مسبوق وأنه يشمل كافة أجزاء وجودنا، أستحضر ما تم نشره قبل فترة من الزمن ونقل عن مجلة «نيتشر»، حيث جاء فيها نتائج ورقة علمية توقعت أنه في المستقبل سيتمكن الذكاء الصناعي من فك شيفرة العمليات العقلية والذهنية، وبالتالي يمكن التحكم في وظائف الدماغ التي تسيطر على النوايا والمشاعر والقرارات، وهذا يعني أن الذكاء الصناعي سيدخل في العقل البشري ويفهم توجهات هذا العقل، فائدة هذه التقنية أنها ستكون علاجاً لكل من يعاني من الشلل أو غيره من الأمراض المستعصية والتي نعرف أن الطب وقف أمامها عاجزاً، ورغم هذا فإن الكثير من العلماء ومن بينهم من قام بإعداد تلك الورقة العلمية يحثون على البدء بإعداد القوانين والتشريعات التي تجرم أي استغلال غير مصرح لمثل هذه التقنيات بمعنى إساءة الاستخدام.
Shaima.author@hotmail.com
www.shaimaalmarzooqi.com