يوم البشائر
ابن الديرة
أيام الإمارات، لجهة مواسم الخير ومواعيد العطاء، كلها أيام وطنية في الصميم، فالمشاريع التي تستهدف الإنسان وسيلة وغاية لا تتوقف طوال أيام العام، ومبادرات صاحب السمو رئيس الدولة، حفظه الله، مستمرة، وللتنمية في بلادنا سمات الشمول والتوازن والاستدامة. كل تفصيلة مهما صغرت معد لها جيداً، ومخطط لها بعناية، وفي الوعي الاشتغال الدؤوب على اليومي والاستراتيجي بالسوية ذاتها. كل أيام الإمارات، بهذا المعنى، أيام وطنية لها لون الوطن ونكهة وعبق الوطن، لكن لليوم الوطني المحدد في ذكرى قيام الاتحاد مكانته الخاصة في العقول والقلوب والوجدان الجمعي، كما له، منذ كان، ومنذ عهد القائد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وصولاً إلى عهد صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، بشائره الخاصة المرتبطة به خصوصاً، حيث مبادرات العطاء تتوالى فصولاً كلما أطل يوم وطني جديد، وها هي مبادرة خليفة بن زايد أو هديته المباركة إلى أبناء شعبه تزين اليوم الوطني السادس والأربعين المجيد، فتزف إلى بيوت المواطنين في أبوظبي ومنطقتي العين والطفرة أجمل الأخبار، متمثلاً في بشارة راعي البشائر، والعامل أبداً على تحقيق الحياة الكريمة للمواطنين، صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، تخصيص مساكن وأراض وقروض لقطاعات واسعة من شعب الإمارات العزيز الكريم.
المناسبات الوطنية في الإمارات مناسبات للبذل والخير والعطاء، ومصدر فرح حاضر يؤسس لفرح مقبل، فالوطن يحتضن أبناءه جيلاً بعد جيل، ويؤمّن لهم أساليب التمكين والعمل والنجاح، ومع ذلك كله، تكوين الأسر الصالحة، والبيوت بأسقفها الشامخة العالية.
هدية اليوم الوطني، فأكرم بها من هدية، حين تأتي في رحاب اليوم الوطني ويوم الشهيد، وحين تذهب إلى مستحقيها وفق درس وتمحيص، واستناداً إلى قرارات فرق مخلصة متقنة، تدرس كل حالة على حدة، ثم تقرر حسب اللوائح والأنظمة والمعايير المعلومة لدى الجميع.
وفي اليوم الوطني، وفي غيره من الأيام وكلها وطنية بالمعنى المراد، ترتب الحكومة الأولويات، واضعة مصلحة وخدمة المواطن نصب عينها التي لا تنام عنه أو تغفل. موطن الإمارات هو غاية تنمية الإمارات، وعند الخطط والإستراتيجيات والأرقام والنسب الخبر اليقين.
لدلك كله، ولما هو أكثر منه وأعمق وأبعد، فإن العلاقة بين شعب الإمارات وقيادته علاقة مثالية قل أن تجد مثيلاً لها في أي مكان آخر. المحبة حاضرة، والمحبة تتحول إلى عمل وتفان في خدمة المجتمع والوطن، وبين كل يوم وطني وآخر، تكبر الإمارات أعواماً مديدة، وكما يقول القاصي قبل الداني، فإن زمن الإمارات غير الزمن، ويوم الإمارات غير الأيام، ويوم الإمارات الوطني في الأيام اسم ووشم وعنوان.
ebn-aldeera@alkhaleej.ae