غير مصنفة

ترسيخ الوحدة الوطنية

هشام صافي

المرتكزات والمبادئ الوطنية للدولة من الثوابت التي تبنى عليها الخطط الاستراتيجية طويلة وقصيرة الأمد، لأنها تكون تعبيراً عما اجتمعت عليه المصالح العليا للبلاد، بما يخدم تطلعات قادتها وشعبها، لتعزيز معطيات الحاضر ومنجزاته والحفاظ عليها، وتطويرها، والتحضير لمزيد من البناء والإنجازات في المستقبل لصالح الأجيال المتتابعة، والتي ستتطلع إلى أن تعيش في ظروف حياتية كالتي عاشها آباؤهم وأجدادهم، وأفضل إن أمكن، والإمكان هنا مرتبط بقدراتهم على التعامل الذكي والخلاق مع معطيات واقعهم، وقدرتهم على تطويعها لتخدم أهدافهم وتطلعاتهم.
ولذلك، كان هدف ترسيخ الوحدة الوطنية، من أوائل أهداف ومبادئ مرحلة التمكين التي أعلن صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، تدشينها في عام 2005 وهو مستمر في كل مراحل العمل الوطني، فالتجربة أثبتت على الأرض وليس عبر شعارات ونظريات معلبة، أن في الاتحاد قوة، تصنع المعجزات وتحول الأحلام إلى حقائق معاشة، وأن التفرقة تضعف الكيانات مهما كانت مساحاتها الجغرافية شاسعة ومواردها الطبيعية كثيرة ومتنوعة، ولذلك تستمر مثل هذه المبادئ والأهداف وتدوم، وتخدم كل مراحل العمل الوطني.
وترسيخ الوحدة الوطنية ليست شعاراً رناناً يهفو له القلب والسلام، إنه منهج عمل وفكر وتطبيقات تتطلب من الجميع حرصاً عليها، وعملاً يخدم وجودها ويعمق جذورها لتكون قادرة على مواجهة أعتى الرياح والعواصف من دون أن تتأثر شجرتها أو تتكسر أغصانها، والجميع مطالب بالتطبيق من خلال الاتفاق على أن المصلحة الوطنية خير للجميع، وحصن يحمي كل المكتسبات، وقوة ترهب الأعداء والطامعين وأولئك الذين يحسدوننا على ما حققناه عبر أربعة عقود وبضع سنوات من خير وتقدم ونماء لم يحققه كثيرون في مئات السنين لغياب العزيمة والإرادة، وعدم وضوح الهدف.
كل فئات المجتمع يجب أن تضع نصب أعينها في كل قول وعمل ونشاط خدمة المصلحة العليا للبلاد، وليس تحقيق مصلحتها هي فقط و«ليذهب الآخرون إلى الجحيم»، فهذه السياسة عكسية، ولا تخدم المصالح الوطنية، بل تكون معاول هدم لكل شيء جميل ينجزه الوطن بأيدي أبنائه المخلصين.
الطالب وولي الأمر والموظف والعامل والمعلم وأستاذ الجامعة والطبيب والمهندس، المرأة والرجل عموماً، الصغير والكبير، الجميع مطالبون بالحرص على الوحدة وترسيخها وممارستها في كل صغيرة وكبيرة في حياتهم، لأنها ستعطي الوطن قوة ومنعة وحماية وقدرة على التغير والتطور والانطلاق إلى رحاب المجد والعالمية.
المؤسسات أيضا، حكومية وخاصة، يجب أن يكون الوطن شاغلها الشاغل، كل خطوة تسيرها، يجب أن تحسب لصالح الوطن لا عليه، تقويه ولا تضعفه، ولمن لم يستوعب الدرس بعد نشير له إلى تاريخ الثاني من ديسمبر عام 1971، وماذا فعل بالإمارات ولها إلى الآن وغداً.

Original Article

زر الذهاب إلى الأعلى