اليوم الدولي للإعاقة
ابن الديرة
رغم زخم احتفالات البلاد باليوم الوطني السادس والأربعين لعمرها المديد، وهي ترفل في أثواب العز والفخر والعصرية والفضاء والمستقبل والعيش الكريم الآمن، الذي يعتبر عناوين شديدة الإيجاز لجوانب من إنجازاتها فقط لا غير، إلا أنها تظل على الدوام في مقدمة الدول والجهات والشعوب التي تراعي ظروف أولئك الذين حرموا من أن يعيشوا حياة طبيعية كغيرهم من البشر، الذين أطلق عليهم صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي رعاه الله، لقب «أصحاب الهمم» رافضاً رفضاً مطلقا لأي مسمى يشير إلى عجزهم أو ضعفهم، ولذلك كان أصحاب الهمم من أكثر الناس سعادة في احتفالات شعب الإمارات العربية المتحدة بيومه الوطني، لأنهم جنوا الكثير من دولة قامت منذ اللحظة الأولى لولادتها على مبادئ العدل والمساواة والتكافل، والوطن للجميع.
يحتفل العالم باليوم الدولي للأشخاص ذوي الإعاقة في الثالث من ديسمبر سنوياً، وهو على حق، لأن معظم دوله لم تعط هؤلاء المحرومين من أن يكونوا طبيعيين كباقي البشر حقوقهم الطبيعية التي يجب أن يتمتعوا بها، فهناك الملايين منهم فقراء ومرضى ومحرومون من العلم والمسكن الملائم والدخل الذي يكفل لهم الحد الأدنى من مقومات استمرار معيشتهم بلا مكابدة ولا عناء، ويجب على كل الدول المقصرة أن تعمل على علاج ثغرات قوانينها، وتصلح من أحوال ذوي الإعاقة لديها، وتحميهم من تغول الطبيعة والبشر.
والإمارات بكل عزة نفس تضع كل مواردها في خدمة المحرومين، ورفعتهم درجات فاقت في بعض منها أحوال الناس الطبيعيين الأسوياء، وساعدتهم قولا وعملا على أن يكونوا حقيقة أصحاب همم، عبر التشريع القانوني بحقوقهم كاملة وزيادة، وليس انتهاءً بكل مناحي الحياة التي يجدون أبوابها مشرعة أمامهم ترحب بهم أجمل ترحيب، وتمنحهم أولوية في كل خدماتها ومنحها وعطاءاتها وهي لانهائية كما يشهد البعيد قبل القريب.
في اليوم الدولي للإعاقة، تشارك الإمارات بتقديمها نماذج تحتذى من التعامل الراقي مع كل الفئات التي حرمت من أن تكون طبيعية كباقي البشر، وتشرح دروساً لمن يريد أن يفهم ويتعظ وينصف، في كيفية التعامل الصادق مع هذه الفئة، وأساليب توفير مقومات الحياة الكريمة لها، وطرق دمج أفرادها في مؤسسات المجتمع، ليكونوا سواسية كما الآخرين في التعامل، بل ولهم الأفضلية على غيرهم عندما يتطلب الأمر ذلك.
أصحاب الهمم في الإمارات لا يعيشون حياة قريبة من الطبيعية ويكتفون، ولا الدولة تقبل لهم أن يكونوا كذلك، بل يسعى الجميع لتوفير ظروف التميز والإبداع والتفوق على الأسوياء في المجالات العلمية والأنشطة الرياضية والثقافية والاجتماعية، وكل المجتمع سعيد بذلك، وعلى الأسرة الدولية دولاً وشعوباً أن ترتقي باهتماماتها ومصالحها قليلاً، لتقلل من الحروب وتتجه أكثر إلى التنمية والإنتاج وسيادة العلم والقانون على ما عداهما.
ebn-aldeera@alkhaleej.ae