عبّر عن مشاعرك
هيا خالد الهاجري
في زماننا هذا العجيب في تطوره تكنولوجياً وسرعته الزمنية، أصبح من السهولة أن تعبّر عن مشاعرك وحالتك المزاجية لحظة بلحظة بكل أريحية، سواء تعبّر عن مشاعرك لأفراد أسرتك أو أصدقائك ومعارفك أو حتى أعدائك، تعبّر فيما تحسه في اللحظة وما تفتقده ورأيك بالأوضاع الاجتماعية وغيره، أو أياً كان نوع مشاعرك في لحظتك الحالية ودون أدنى جهد ولا حتى نطق كلمة واحدة. فقط بصورة تضعها أو تعليق في هاتفك الذكي في تطبيق ما مثل «واتس آب» مثلاً أو غيره. وهذه التطبيقات الذكية يجري تحديثها بشكل يومي وبشكل سريع ومدهش، فلا يمر يوم إلا ونشاهد تغييرات وإضافات تمكّن مستخدم الهاتف الذكي وتضع تحت أصابعه الكثير من الاختيارات والامتيازات في برامج التواصل الاجتماعي وكلها تحت خدمته، فال «واتس آب» مثلاً تم تحديثه بميزة تُسمى «الحالة» ويقصد بها حالتك في اللحظة، وتستمر أي صورة تضعها لمدة 24 ساعة ويستطيع كل من في قائمة اتصالاتك أن يشاهد تلك الصورة أو عدة صور أو حتى مقطع فيديو قصير، ويمكنك التحكم كذلك بأن تحدد من يشاهد هذه «الحالة»، فأصبح الجميع تقريباً يعرف ما تفكر به وما تفعله وما تقرأه.
وفي نفس الوقت أصبح كل شخص وكأنه مجهّز بمحطة أو إذاعة خاصة به في هاتفه الذكي أو جهازه، وكل ما يحتاجه الشخص هو هاتف ذكي وتطبيق أذكى من برامج التواصل الاجتماعي وإنترنت وفكرة يود إيصالها أو مشاعر خاصة كانت أم عامة ليراها الآخرون، أصبح الجميع لديهم هذه الفرصة للتعبير عن أنفسهم ومشاعرهم أو رأيهم ووجهات نظرهم في قضايا المجتمع ومشاركة الآخرين بها.
ولكن يبقى هناك تحمّل المسؤولية الكاملة من الفرد عن كل ما يتم بثه من إذاعته الخاصة، وذلك بأن يتوخى الحرص على عدم إرسال الشائعات الكاذبة أو المعلومات المغلوطة التي لا تنفع الآخرين لا في دينهم ولا دنياهم.
haya171@hotmail.com