توعية سرية!
سلام أبوشهاب
مئات المرضى ممن يعانون الفشل العضوي استبشروا خيراً، بعد الإعلان عن نجاح أول عملية زراعة قلب في أبوظبي، والإعلان عن نقل أعضاء بشرية من 3 حالات موت دماغي، تبرعت بأعضائها وفقاً للقانون في الشارقة والفجيرة وأبوظبي، وزرعها لمرضى انتظروا طويلاً. مثل هذا النوع من العمليات يعتبر الحل الأخير لمرضى الفشل العضوي.
الأصل في برنامج نقل وزراعة الأعضاء البشرية، تنظيم حملات توعية شاملة لتعريف مختلف شرائح المجتمع، وحثها على التبرع بالأعضاء البشرية، للمشاركة والمساهمة الفاعلة في إنقاذ المرضى الذين يعانون على أسرة المستشفيات بسبب الفشل العضوي.
فهل نظمت اللجنة الوطنية لنقل وزراعة الأعضاء البشرية، والقطاعات الصحية، وعلى رأسها وزارة الصحة ووقاية المجتمع، حملات توعية لحث أفراد المجتمع على التبرع بالأعضاء البشرية، وفق الضوابط والشروط التي حددها قانون نقل وزراعة الأعضاء البشرية بصورته الجديدة، والذي دخل حيز التنفيذ منتصف فبراير/شباط الماضي، أم أن هذه الحملات ما زالت سرية؟
وبالفعل لم نسمع عن هذه الحملات وعن دعوة الجمهور للتبرع بالأعضاء.
خلال أقل من 6 أشهر من دخول القانون حيز التنفيذ، تم إجراء عمليات نقل أعضاء بشرية من 3 حالات موت دماغي تبرعت بأعضائها، وأسهمت هذه الحالات في إنقاذ العديد من المرضى داخل الإمارات وخارجها، حيث نقل عدد من هذه الأعضاء إلى برنامج زرع الأعضاء في السعودية، وهذا يؤكد أن هناك رغبة من قبل نسبة كبيرة من أفراد المجتمع، في التبرع بأعضائها.
نجاح هذا النوع من العمليات بدءاً من تحديد حالات الموت الدماغي للمتبرعين، والحصول على الأعضاء ونقلها لزرعها لمرضى في مختلف المستشفيات، وفق أفضل الممارسات الطبية، يؤكد أن القدرات والإمكانيات الفنية لإجراء هذا النوع من العمليات بنجاح، متوفرة في مستشفيات الدولة، فما المانع من الإعلان عن تفاصيل حملات التوعية بهذا الشان، أم أن هناك عوائق ما زالت تقف أمام التوسع في هذا البرنامج الوطني.
الأمر الآخر هو، هل تم ترتيب تغطية هذا النوع من العمليات من قبل شركات التأمين الصحي، أم أن عمليات نقل وزراعة الأعضاء خارج تغطية التأمين الصحي، وفي هذه الحالة ستكون المشكلة أكبر، في ظل التكلفة العالية لهذا النوع من العمليات.
Salam111333@hotmail.com