غير مصنفة

«السكري» في عام 2018

محمد إبراهيم

استوقفتني إحصائيات منظمة الصحة العالمية، التي تفيد بزيادة عدد المصابين بمرض السكري، بأربعة أمثال، في أقل من 40 عاماً، إذ بلغ عدد المصابين 422 مليون شخص على مستوى العالم، ليصبح المرض مشكلة كبرى تهدد الكثير من الأشخاص، لاسيما أنه يتسبب في وفاة 3.2 مليون سنوياً تقريباً في مختلف دول العالم، وفي منطقة الشرق الأوسط، هناك حالة وفاة من كل 4 حالات من الذين تتراوح أعمارهم ما بين 35 و 64 عاماً.
والمتابع لجهود الإمارات في هذا الشأن، يجد أن القطاع الصحي قطع أشواطاً متميزة في محاربة «السكري»، لرفع المعاناة عن المصابين داخل الدولة، فقبل أيام قليلة من قدوم العام 2018، يعيش العديد من مرضى السكري، حالة من الترقب والانتظار والتفاؤل والأمل، لاستقبال تقنية جديدة لعلاج السكري، إذ تطلقها الدولة للمرة الأولى في يناير المقبل، وهي قطعة «بلاتينيوم» تحفز البنكرياس على إفراز الأنسولين بالكمية الكافية لمدة عام، ويجسد ذلك مدى التطور العلمي الذي حققه القطاع الصحي، وحرص القائمين على إيجاد حلول علمية لمحاربة الأمراض المزمنة ومنها «السكري».
وفي إطار تطور مسار العقار الطبي في الدولة، فإن مرضى السكري على موعد مع عقار جديد في المستشفيات، لعلاج الشبكية واعتلالها الناتج عن السكري، إذ يسهم في تقليص الأخطاء الطبية في تحضير الأدوية، ويقلل احتمالية الالتهاب البكتيري، والمضاعفات الجانبية المحتملة.
ومع حرص الدولة على مواكبة المتغيرات الطبية عالمياً، تستقبل مستشفيات الإمارات في الربع الأخير من العام 2018، جهاز مايكروسكوب جديد ثلاثي الأبعاد «انجونيوتي»، يستخدم في العمليات الجراحية للشبكية لإزالة التليفات، واتصال الشبكية وامتصاص الدم من داخلها وأسفلها، ويحقق نسب نجاح تصل إلى 90%.
ولا شك في أن القطاع الصحي في الإمارات يشكل أهمية كبيرة، ويحظى باهتمام بالغ من القيادة الرشيدة للدولة، إذ يلامس حياة الإنسان، ويلعب دوراً محورياً في حماية المجتمع من الأمراض، ويسهم في بناء أجيال قادرة على المشاركة الفعالة في مسيرة التنمية المستدامة في المجالات كافة.
ونجحت الإمارات في استثماره وإدارته بمنهجية وخطط مدروسة، لضمان قدرته على مواكبة المتغيرات العالمية، والاختراعات العلمية والتقنيات الحديثة، فضلاً عن توفير الكوادر المؤهلة التي تتمتع بحرفية عالية ورؤية ثاقبة وبحوث ودراسات علمية، تنعكس إيجابياً على الجوانب «الوقائية والعلاجية» لهذا القطاع.
وتعتبر الدولة أن الخدمات الصحية في طليعة العمل الوطني الشامل، إذ تحمل لنا تلك الخدمات تأثيراً إيجابياً ملموساً في مسيرة التنمية والبناء والاستقرار الاجتماعي، لذا حرصت على حسن إدارتها وفق أسس علمية صحيحة، وتخطيط سليم وممنهج.

Moh.ibrahim71@yahoo.com

Original Article

زر الذهاب إلى الأعلى