التغيّر المناخي يفاقم الكوارث الطبيعية
جيسيكا كوربيت*
شهدت الولايات المتحدة وأنحاء أخرى من العالم عام 2017، كوارث طبيعية مدمرة، ربط العلماء بينها وبين تأثيرات التغيّر المناخي في كوكبنا.
أفاد تقرير للحكومة الأمريكية نشر في 8 يناير/كانون الثاني، أن أعاصير وحرائق غابات مدمرة، يغذيها جزئياً تغيّر مناخي ناجم عن النشاط البشري، تسببت بأضرار عبر الولايات المتحدة العام الماضي، زادت قيمتها على 300 مليار دولار، ما جعل عام 2017 الأكثر كلفة في سجلات أحداث الطقس القصوى.
وقال عالم المناخ جيمس ماكارثي، الذي شارك في وضع التقرير: «يمكننا توقع استمرار تزايد أحداث الطقس القصوى، والخسائر الاقتصادية وخسائر أخرى مرتبطة بأحوال الطقس، ما لم نخفض بنسبة كبيرة انبعاثات غازات الدفيئة»، وهي أساساً غازات الكربون والميثان التي تسبب الاحترار المناخي.
من جهتها، قالت الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي (وكالة حكومية أمريكية يرمز لها اختصارا ب NOAA)، إنه «في عام 2017 عانت الولايات المتحدة سنة تاريخية، من حيث كوارث الطقس والمناخ. وفي المجموع، شهدت الولايات المتحدة 16 حدثاً كارثياً تسبب كل منها بخسائر بلغت مليار دولار كحد أدنى، ومجموع الأضرار الناجمة عن هذه الأحداث ال16 خلال 2017 بلغ 306,2 مليار دولار، محطماً بذلك الرقم القياسي السابق لأكلاف الطقس الذي بلغ 214,8 مليار دولار في 2005».
وقال تقرير NOAA، إن عام 2017 لم يشهد فقط كوارث أعاصير وحرائق، وإنما أيضاً فيضانات وموجات جليد، وجفافاً وزوابع، وطقساً قاسياً بصورة عامة.
أما بالنسبة للخسائر البشرية، فمن الممكن أن تقرير NOAA لم يسجلها بصورة كاملة؛ إذ قال إن أحداث الطقس القصوى في الولايات المتحدة، أسفرت عن مقتل 362 شخصاً، غير أن الأعاصير التي ضربت بورتو ريكو (إقليم تابع للولايات المتحدة)، أودت بأرواح ما يزيد على 1000 أمريكي.
ومع أن تقرير NOAA مروع بحد ذاته، إلا أن آشلي سيفيرت، مديرة الاتصالات في اتحاد العلماء المعنيين (منظمة أهلية لعلماء أمريكيين)، قالت إن «التقرير يكون صاعقاً حتى أكثر عندما نراجعه إلى جانب تقارير أخرى من صناعة التأمين، ودراسات حديثة تدرس الصلة بين التغير المناخي، وأحداث طقس قصوى محددة».
من جهتها، أشارت آشلي كليتوس، كبيرة الاقتصاديين ومديرة السياسة المناخية في اتحاد العلماء المعنيين، إلى أن تقرير NOAA يتطابق مع تقارير شركات إعادة التأمين، وقالت: «في الأسبوع الماضي (أوائل يناير/كانون الثاني)، أعلنت ميونيخ ري؛ إحدى أكبر شركات إعادة التأمين في العالم، عن أن أكلاف التأمين الناجمة عن كوارث الأعاصير وكوارث أخرى في 2017، يتوقع أن تبلغ 135 مليار دولار على مستوى العالم وهذا رقم قياسي منها 50% حصة الولايات المتحدة وحدها».
وفي ديسمبر/كانون الأول، كانت شركة إعادة التأمين السويسرية Swiss re، قد نشرت تقريراً مشابهاً أفاد بأن الخسائر العالمية لشركات التأمين في 2017، بلغت 135 مليار دولار، في حين أن مجموع الخسائر الاقتصادية العالمية بلغ 306 مليارات دولار.
وفي تقرير منفصل حول أكلاف أحداث الطقس القصوى في الولايات المتحدة في 2017، نشرته صحيفة واشنطن بوست، في 8 يناير/كانون الثاني، قال روبيرت واتسون، الرئيس السابق للهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ، التابعة للأمم المتحدة: «الأعاصير والفيضانات وحرائق الغابات، وأحداث الطقس القصوى تحدث بصورة طبيعية. غير أن المعطيات العلمية تظهر زيادة مهمة في تكرر هذه الأحداث، وزيادة مهمة في قسوتها. ولا بد لنا من أن نفترض أن النشاط البشري يساهم بقدر مهم في ذلك، وبالتالي يتعين علينا أن نتكيف مع الواقع الجديد، ونعمل لتخفيف وطأته».
*كاتبة لدى موقع: كومون دريمس