تكنولوجيا الجراحة

جيسون جيل *
ظهرت في الآونة الأخيرة صرعة جديدة في المجال الطبي، خصوصاً في العمليات الجراحية، حيث يقوم أطباء باستخدام نظارات «سناب شات» التي يقولون إنها تساعدهم على التقاط صور ذات جودة عالية، تساعد على عمليات التدريب الخاصة بالجراحين. وقد استخدم اتحاد الجراحين البريطانيين العام الماضي النظارة التي تعتمد على تقنيات عالية لتدريب الجراحين المبتدئين، إضافة إلى استخدامها في عرض العمليات الجراحية على ملايين الناس، باستخدام تطبيق مشاركة الصور الخاص بسناب شات، ومن المتوقع أن تسجل هذه الطريقة انتشاراً أكبر، وتبني التقنيات اللازمة لتطويرها لدعم الجيل القادم من الجراحين، وإعطائهم الفرصة للاستفادة بشكل أكبر من تلك التكنولوجيا الفريدة من نوعها.
سوف تسمح هذه التقنية الجديدة للأطباء الحصول على المساعدة التي يحتاجونها عند الطلب، خصوصاً أنها تمتلك العديد من الإيجابيات التي أشاد بها الكثير من الأطباء والجراحين حول العالم، مثل توثيق العمليات الجراحية المعقدة، والاستفادة منها في تدريب الجراحين والأطباء الشباب. وقام أحد الأطباء ببث عملية جراحية مباشرة على حسابه بموقع تويتر، وهي العملية التي جذبت مشاهدات بلغت مليونين على الهواء، وأكثر من 50 مليون مشاهدة أخرى. ولكن ظهرت هناك بعض الأصوات التي تقول إن مثل تلك الخطوات يمكن أن تؤدي إلى مطالبات قانونية تتعلق بالخصوصية، على الرغم من عدم ظهور أي منها حتى الآن، بيد أن حل تلك المسألة يبدو بسيطاً جداً من خلال إيجاد آلية تشريعية واضحة، تضمن عدم رفع قضايا قانونية يمكن أن تؤدي إلى وقف هذه الممارسات التي أراها إيجابية جداً.
هذا الأمر دفع شركات طبية في الولايات المتحدة الأمريكية إلى إصدار تقنيات تجريبية، تتضمن أنظمة تصوير فيديو متطورة للعمليات الجراحية؛ لكي يتم بثها مباشرة أو استخدامها في تدريب الجراحين الجدد. وقد أشار تقرير للجنة الجراحة الدولية في العام 2015، إلى أن 5 مليارات نسمة يفتقرون إلى العمليات الجراحية الآمنة وذات التكلفة المناسبة، وهو ما يؤدي إلى وفاة 17 مليون شخص سنوياً. إن حماية أرواح الناس تتطلب مضاعفة أعداد الجراحين حول العالم، وهو الأمر الذي لا يمكن تحقيقه بالاعتماد على كليات الطب فقط، بل إنه يجب الاعتماد على التكنولوجيا الحديثة لمضاعفة ذلك العدد.
يجب أن نعترف أولاً بأن هنالك عجزاً كبيراً في المتخصصين الطبيين، إضافة إلى الأكاديميين العاملين في المجال، الأمر الذي يحتم على الجهات التشريعية إيجاد قوانين تدعم مثل هذه النماذج والتجارب، بالاعتماد على التكنولوجيا، بما يواكب الحاجة الكبيرة إلى أعداد متزايدة من الجراحين حول العالم.
* كاتب في بلومبيرج