«قمة» على الأجندة العالمية

رائد برقاوي
القمة العالمية للحكومات التي تفتتح رسمياً اليوم، تحتاج على الأقل إلى شهر كامل لحضور جلساتها، فزخم القضايا والأفكار على أجندتها يتطلب «حزمة وقت»، حيث الشخصيات الحكومية والعلمية المشاركة فيها على درجة كبيرة من الأهمية تستدعي حضور جلساتهم.
120 جلسة لهؤلاء الكبار، كل في تخصصه، ومركزه، ومكانته، وزعت على أربعة أيّام فقط، بمعدل 30 جلسة يومياً، ما يعني أن الحدث العالمي سيكون مزدحماً للحاضرين، وسيكون أكبر تحدٍ للإعلام لنقل ما يدور في أروقته.
قمة عالمية يحضرها 4 آلاف شخص، حدث كبير يحسب لحكومة الإمارات، وفرقها المتخصصة التي نجحت خلال 6 سنوات في تحويله إلى تجمع للحكومات يضاهي منتدى «دافوس» أكبر تجمع لرجال الأعمال في العالم.
قصة القمة بدأتها وزارة شؤون مجلس الوزراء بقرار صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، الذي أمر فريق العمل برئاسة الوزير محمد بن عبدالله القرقاوي، بتنظيم حدث يعرض للعالم قصة نجاح حكومتنا ، ويطلع على تجارب العالمية ، بهدف تطبيق أجود الخدمات للمتعاملين في رحلة دولة الرفاهية والسعادة.
كانت البداية بقمة تلتئم كل عامين، لكن نجاح الحدث منذ دورته الأولى، جعل الشيخ محمد بن راشد، يأمر بتنفيذه كل عام، وتوسيع دائرته لتشمل التقنيات الحديثة والمعرفة والابتكار والعلوم البشرية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية.
عندما نتحدث عن قمة الحكومات نتحدث عن حدث إماراتي بات على الأجندة الرئيسية لصناع القرار، ومبتكري الخدمات، ومطوري التقنيات.
نتحدث عن مشاركين على مستوى عال، عن رئيس وزراء الهند، ورئيس وزراء فرنسا، عن رئيس البنك الدولي، ومدير عام صندوق النقد الدولي، عن رئيس منظمة التعاون الاقتصادي، ورئيس بورصة ناسداك .
نتحدث عن عالم الفيزياء الشهير مينيسوتا ماكر، وعن الفيلسوف فوكوياما، وعن إنجليز مؤسس مجموعة «بيج» للفضاء، وعن عالمة التقنية الحيوية إلين يورجنسن، وعن مدير عام «يونيسكو»، ومدير عام منظمة التجارة العالمية، وغيرهم كثيرين.
مستقبل المنطقة التي أتعبتها الحروب والصراعات، يمكن أن يبنى هنا عندما تلتقي وتتحاور المؤسسات والحكومات، وعندما يستمع أصحاب القرار لأصحاب الفكر والعقل، وعندما يؤمنون بأن المستحيل ممنوع.
القمة هدية الإمارات للعرب للنهوض بهم، ومساهمة متواضعة منها للبشرية لتحقيق رفاهيتها وإضافة جديدة إلى قوّتها الناعمة، فشكراً للشيخ محمد بن راشد على هذا التجمع العالمي، والشكر لفرق العمل التي كُلفت فاجتهدت، وأنجزت.