مقالات عامة

ضيف الشرف

ابن الديرة

لا شك في أن زيارة رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، إلى دولة الإمارات، ولقاءه صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وأخاه صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وترؤسه وفد بلاده ضيفة شرف القمة العالمية للحكومات، حدث تاريخي، يرقى إلى الاستثنائي، لما تمثله شبه القارة الهندية، من ثقل بشري واقتصادي وصناعي، فضلاً عن التفوّق التقني الذي شهد به العالم أجمع، ناهيكم بالعمق الحضاري الذي يزيد على خمسة آلاف عام بتنوع عقائده، وثقافاته وفنونه، ثم القرب الجغرافي الكبير بين الإمارات والهند، والعلاقات المتنوعة بينهما، منذ ما قبل النفط، أي مرحلة صيد اللؤلؤ، والتجارة البدائية، ثم مرحلة ما بعد النفط، ودخول عشرات الآلاف من الهنود إلى الإمارات، للعمل، ثم مرحلة الاتحاد التي شملت النهضة العمرانية الخلاقة، وكان للهنود دور كبير في تلك النهضة، مهندسين وفنيين وعمالاً.
وقد أدرك الراحل المؤسس المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، ببصيرته الثاقبة، أهمية عمق الهند الجغرافي، فعمل على إرساء علاقة عميقة الجذور، مع الراحلة الكبيرة أنديرا غاندي. وأكمل بعده النهج نفسه صاحب السموّ الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، حفظه الله، رئيس الدولة، مستلهماً روح الوالد وفكره النيّر.
وأتت كلمة المسؤول الهندي الكبير، لترسّخ تلك العلاقة المميزة، حيث أشار إلى وضع استراتيجية طويلة الأجل لتعزيز التجارة، ودراسة مختلف الحواجز التعريفية وغير التعريفية، وتشجيع التجارة في السلع المحددة، وأكد الأثر الإيجابي لوجود شركات هندية وإماراتية في كلتا السوقين في جهود تعزيز التجارة الثنائية، مرحّباً بقرار افتتاح مكتب لاتحاد الصناعات الهندية في دبي، وغرفة دبي في مومباي.
وأعرب مودي عن ارتياحه للمستوى الحالي للتجارة الثنائية، الذي بلغ نحو 53 مليار دولار عامي 2016-2017، وشدد على زيادة تعزيز هذه العلاقات، وخاصة من خلال تنويع التجارة غير النفطية.
وأشار إلى المستقبل الواعد لعلوم الفضاء في الإمارات، ورحب بالتعاون المقترح في المجالات المحددة للاستشعار عن بعد، والملاحة عبر الأقمار الصناعية وإطلاق الخدمات والتعاون الأكاديمي والأنشطة الصناعية.
اليوم في الإمارات، يقيم الهنود ويعملون في كل المجالات، ويحظون برعاية وعناية كاملتين، ويعاملون دون أي تفرقة، رغم تعدد دياناتهم وطوائفهم ومذاهبهم ولغاتهم وثقافاتهم.
مشاركة الهند، ضيفة شرف على القمة، ومشاركة رئيس وزرائها، على رأس وفد رفيع، وتوقيع عدد من الاتفاقات، وتأكيد الجانبين في بيان مشترك، ترحيبهما، بمشاركة الهند «ضيف الشرف» في مهرجان أبوظبي للموسيقى والفنون الذي سيعقد في مارس 2018، يضاف إلى رصيد العلاقات المتراكم، ويؤكد تطلعهما إلى تكثيف التبادلات بين العلماء والأكاديميين والوفود الثقافية، يدل على أن المستقبل واعد ويحفل بكثير من الفرص، فبالمودة ترحب الإمارات بمودي.

ebnaldeera@gmail.com

Original Article

زر الذهاب إلى الأعلى