مقالات عامة

عودة بطل

شيخه الجابري

هي عودة الروح للوطن الذي كان ينتظر إطلالته البهية، بشخصيته، بابتسامته، بفخرنا بهِ، بانتصاره وشبابه، وإيمانه الذي من أجله آثر التضحية بنفسه في سبيل نصرة الوطن والجار، عودته هي عودة الفرحة في قلوبنا جميعاً محبي وعاشقي هذه الأرض وقيادتها وأبنائها البررة الأوفياء، هي تلك الآهة الطالعةُ فرحاً من قلب محب، وتلك الخفقة في صدر منتظرٍ كان على جمرٍ يتحرى رؤية القمر، فيعود العيد، ويحتفلُ الوطن.
عودته ورفاقه هي عودة الطير للتغريد على غصنه المورق بحب الأرض، وهي نشيد الزهو في طابور الصباح، وهي العطر المتسلل بين دفء الكفوف التي امتدت تصافح يد البطل، هي ابتسامته الطاهرة الشفيفة، هي البهجةُ والفرحة والدمعة والشهقةُ والنفسُ الطالع من أرواحنا حمداً وشكراً لله على رؤيته سالماً معافى، ورمزاً من رموز التحدي والشجاعة والبسالة والرجولة الحقيقية في شتى الميادين، وليس في ساحة الوغى فقط.
حين سار سربُ السيارات نحو الطائرة العائدة به إلى أرض الوطن الحبيب كانت قلوبنا معها، تسير بمحاذاتها، ترافقها، تخفق انتشاءً بعودته، وسلامته، فهو الابن البار، وهو قدوة الشباب، وهو العلم الخفاق عالياً بزهوٍ واعتزازٍ، وفخر بالإمارات وطناً، وأماً، أرضاَ وسماء من أجلها كان موقفه البطولي المشرّف، وكانت تضحيته الكبرى ورفاقه المخلصين لتراب هذه الأرض الوضّاءة بحب أبنائها وبطولاتهم.
أذكره حين رأيته لأول مرةٍ كان طفلاً صغيراً يرتدي بزّة الجيش، كان عائداً من تدريب عسكري حين كانت التربية العسكرية ضمن المناهج الدراسية، وكنت ضيفةً ذاك اليوم في مقرهم العامر بمحبّة الناس، وبالبساطة والفخامة في التعامل والرقي، تشرفتُ بالسلام على والدته الغالية حفظها الله والاجتماع بها، يومها كانت خطوته خطوة بطلٍ حقيقي، وليس طفلاً يبحث عن أبجدية الاهتمامات الطفولية للصغار في سنيهم العشر الأولى، كان مختلفاً، ولذا جاءت بطولته الشّماء ترجمة لشخصية ذاك الطفل الصغير الذي غدا شاباً ثميناً وغاليا ً في قلوب محبي «زايد وعيال وأحفاد زايد»، الذين هم نور هذا الوطن وعيونه.
عاد البطل الشجاع الشيخ زايد بن حمدان بن زايد آل نهيان محفوفا ً برعاية الله وعنايته لتقرّ عين وطنه، عاد فاطمأنت قلوب، واستنارت دروب، وكُتبت ملحمة جديدة في تاريخ هذا الوطن العظيم برجاله المخلصين، الأوفياء، الأنقياء.

Qasaed21@gmail.com

Original Article

زر الذهاب إلى الأعلى