سياسة الكويت الحكيمة
ابن الديرة
تحتفل دولة الكويت الشقيقة غدا الموافق الخامس والعشرين من فبراير – شباط – بالعيد الوطني بمناسبة ذكرى استقلالها عن بريطانيا واعلانها دولة مستقلة ذات سيادة.
كما تحتفل الكويت الشقيقة في اليوم التالي مباشرة «26 فبراير» بيوم إضافي للتحرير والاستقلال، بمناسبة تحررها من الاحتلال العراقي إبان حرب الخليج الثانية، لتعود وكأنها ولدت من جديد.
والكويت دولة عزيزة على القلوب، كانت على مر تاريخ دول المنطقة خير عون وسند لجيرانها، احتضنت من أبناء دول الخليج تلاميذ على مقاعدها الدراسية، وساهمت في تقديم بعض الخدمات الطبية وقتها، لأنها سبقت في التحرر والاستقلال، وبالتالي كانت أكثر انفتاحا على الغير، ونهضت باقتصادها وبنت وأسست وانطلقت كما دول مجلس التعاون فيما بعد استقلالها، تبني المدارس والجامعات والمستوصفات الطبية، وتستثمر خير النفط في كل ما يفيد شعبها، وينقله من عناء الماضي إلى العيش الكريم.
ومنذ البدايات، وعلاقات الأخوة والعروبة والدين تلف سياسات دولتي الامارات العربية المتحدة والكويت وتحكمها، وتشعر بعلاقات الدفء والمحبة تربط أبناء الشعبين الشقيقين، تتوجها حكمة القيادة في البلدين وارتباطها بمصالح شعبها الوطنية والإقليمية والقومية، فكانت مواقفهما دائما واحدة تكاد تكون متطابقة في معظم المواقف، والتاريخ يشهد بصدق للإمارات والكويت موقفهما العروبي الرائع إبان حرب اكتوبر 1973 واستخدام سلاح النفط في معركة تحرير الأراضي العربية المتحدة، ودعمهما المطلق لحقوق الشعب الفلسطيني في اقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.
وكانت الملحمة الكبرى، يوم أن تعرضت الكويت للاحتلال العراقي، فوجد أبناء الكويت في الإمارات وطنا يفتح أبوابه وصدور وقلوب أبنائه لأهل الكويت، يقاسمهم لقمة العيش، ويعملان سويا لبلوغ التحرير، فعاش أبناء الكويت في الامارات ضمن أفضل الظروف، وعاشت العائلات الاماراتية الكويتية سويا وفي انتظار لحظة التحرير، وقد كانت، وعمت الفرحة الكبرى قلوب الجميع بعودة الأشقاء إلى بلادهم، تاركين خلفهم في بلاد الأشقاء التي عاشوا فيها ذكريات مختلفة من الصبر والأمل بالعودة والتحرير.
الكويت، مفخرة دول الخليج والعرب، كبقية أشقائها الناجحين، عرفت كيف تستثمر وتبني، واستغلت خيرات النفط أحسن استغلال، تتمتع بعلاقات دافئة مع الجميع، تنتهج سياسة متوازنة تحترف فيها الآخرين، وتحافظ على استقلالها وسيادتها، تمد يد العون لكل منكوب ومحتاج للتنمية، بسخاء مدروس لصالح الجميع.
هذه هي الكويت، شقيقة الإمارات، يجمعهما الكثير ولا يبعدهما أمر، لحكمة قيادة البلدين وإخلاص شعبيهما، وانشغال الجميع بمعارك البناء والتنمية والرفاه والإعداد لمستقبل آمن للأجيال القادمة.
مبروك للكويت عيديها وهي في القلوب ساكنة.
ebnaldeera@gmail.com