شكراً جامعة الدول العربية!
إبراهيم الهاشمي
اجتمعت جامعة الدول العربية بكامل أعضائها من الدول العربية، وأبدى جميع المجتمعين حزنهم الشديد على ما وصلت إليه الحال العربية من تردٍّ. تناقشوا حول الوضع الحالي لكثير من دول الجسد العربي الكبير الذي لا يسر صديقاً ولا عدوّاً؛ فقد جلب الغزاة.. وارتهنت الشعوب.. وضاعت السيادة.. وأريقت الدماء.. نهبت الثروات.. وهدمت المصانع والمرافق والبيوت.
انتفض المجتمعون.. وأجمعوا أمرهم.. واتخذوا قرارهم.. بأن السيل قد بلغ الزّبى.. ولا بد من موقف ووقفة.. لا بد من إعادة الأمور إلى نصابها.. وإنقاذ الوطن العربي مما يحاك له.. لذا فقد صدر قرارهم بتشكيل جيش عربي واحد موحد قوامه 66000 جندي، ساهمت فيه كل دولة من الدول العربية بثلاثة آلاف جندي، توجهت بوصلته باتجاه الدول العربية التي تعاني اختلالاً في مقومات وجودها من الغزاة والاقتتال الشعبي.. فوجّه الجيش إنذاره لكل من أراق الدماء وانتهك السيادة ورهن الشعب ولمن باع الوطن. ثم توجهت جحافل ذلك الجيش بعدته وعتاده، طائراته ودبّاباته وراجماته وصواريخه.. بكل قوته البشرية ومعداته العسكرية.. مارّاً بالدول التي تعاني.. منذراً أمريكا وروسيا وتركيا وإيران وغيرها من الدول أو المنظمات أو الجماعات الإرهابية التي تدس أنفها وجيوشها لتنال حصتها من كعكة الثروة العربية بمغادرة الدول العربية المنكوبة التي دخلتها في غفلة زمن كابوس ما يسمى الربيع العربي، فسرقت ونهبت وباعت واشترت.. ثم أخذ الجيش العربي زمام المبادرة فدخل أرضه مدافعاً عن الشعب العربي وكرامته، صائناً أرضة وثرواته ومقدراته.. فدكّ الغزاة، وطرد المحتل، وشتت الشراذم واللصوص، وحرّر الأرض، وحفظ العرض، وأعاد الأمن والأمان والاستقرار والاطمئنان للأوطان، وأنقذ الشعوب وأراحها من التشرد واللجوء، وحفظ الثروات والمقدرات، وأعاد عجلة البناء للدوران، وعمّت السعادة والأفراح، وعادت الليالي الملاح.
شكرت الشعوبُ العربية جامعتها الجامعة.. رمز وحدتها وتآخيها وتآزرها وقوتها.. فقد أثبتت أن وجودها فعال.. وفعلها ليس مجرد أقوال.. وأنها ليست نائمة.. وأنها قوة قائمة.. تقطع يد كل قوة غازية وغاشمة.
شكراً جامعة الدول العربية!
ibrahimroh@yahoo.com