مقالات عامة

نبذ الألم وزراعة الأمل

إيمان عبد الله آل علي

وظيفة من نوع مختلف، عنوانها الأمل، وفحواها الإنسانية، تختلف عن الوظائف الروتينية، وتحدث تغيراً في حياة آلاف الأشخاص، وتشكل مصدر إلهام للآخرين، فأصحابها يتقنون مهارات البذل وخدمة الناس، ونظرتهم إيجابية للحياة، ويجيدون لغة العطاء، ومكافأتها مليون درهم.
«صنّاع الأمل» غيّروا حياة آلاف الأفراد، وفتحوا نوافذ الأمل لهم، وقدّموا يد العون من دون مقابل، عملوا بحب وإخلاص من أجل الإنسانية، ولم ينتظروا الحظ والمصادفة، بل بادروا بإيجابية حتى أصبحوا نماذج ملهمة.
مبادرة «صنّاع الأمل» أصبحت درساً في الإنسانية، وقدوة لآلاف الشباب، وأملاً عظيماً لمن فقدها، وبادرة خير للشعوب، وفرصة للتعرف إلى نجوم الأمل، الذين يستحقون كل الشكر والتكريم، فقد شهدنا في الدورة الأولى من المبادرة عدداً من قصص الأمل التي تحكي روايات من العطاء غير المحدود، وتغرس قيماً جميلة، وكل حكاية حملت في مضمونها مشهداً لا ينسى من النبل، في محاولة منهم لتحسين نوعية الحياة، وتغيير المجتمع نحو الأفضل.
الإعلان عن الدورة الثانية، عبر البحث عن صنّاع الأمل العرب لعام 2018 دعوة للملهمين للمشاركة، فمجتمعاتنا لا تخلو من شباب وأمهات ومسنّين تغلبوا على الألم بزرع الأمل، وتركوا بصمة في مجتمعاتهم، فأصبح واجباً أن تخلد إنجازاتهم الإنسانية في أسفار العطاء.
نوال الصوفي وهشام الذهبي والعسعوسي وماجدة جبران والخوذ البيضاء، صانعو الأمل في الدورة الأولى، اختلفت مذاهبهم وجنسياتهم، لكنهم اجتمعوا على العطاء والخير، وجميعهم نقلوا لنا معنى مختلفاً عن قوة الأمل، فقد سخّروا وقتهم وجهدهم من أجل الآخرين. ورغم أنهم أفراد أو مجموعات صغيرة، فإن عطاءهم كبير وإنجازهم عظيم وإيجابيتهم لا حدود لها، فقد كرّسوا حياتهم من أجل الخير، وزرعوا بذور الأمل في مجتمعاتهم، وأناروا دروب من عانوا ظروفاً صعبة وقهر الحياة، ولم يستسلموا للواقع المرير، بل بحثوا عن بصيص أمل لينقذوا غيرهم.
وما ذلك إلا دليل على أن الأمل والخير باقيان، وهذا ما تحتاج إليه شعوبنا العربية التي تعيش اليأس في ظل الظروف التي تمر بها المنطقة، فكما قال صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، «سنظل نحارب اليأس والتشاؤم في عالمنا العربي بآلاف القصص الاستثنائية وآلاف الأفراد من صنّاع التغير الإيجابي، ولا توجد قوة في الحياة تغير المجتمعات نحو الأفضل أكبر من قوة الأمل».
مبادرة إنسانية انطلقت من الإمارات، ووصلت إلى شعوب العالم، لتصنع الأمل والتفاؤل والسعادة في المنطقة، وتعرّف العالم بأبطال الأمل الذين وهبوا جزءاً منهم للآخرين، من أجل الإنسان دون البحث عن شهرة أو مال أو تكريم، فالخير باق فينا، ونور الأمل سينير طريقنا، ورؤية محمد بن راشد في مجال العمل الإنساني، عبر الإضاءة على ومضات الأمل المنتشرة في عالمنا العربي، دليل على أن الأمة العربية لم تيأس ولن تيأس، وحاضرنا ومستقبلنا مفعم بالإيجابية.

Eman.editor@hotmail.com

Original Article

زر الذهاب إلى الأعلى