مقالات عامة

نموذج «أبل» و«ذاتية القيادة»

نواه سميث*

سيتلقى المعجبون بالسيارات الكهربائية ذاتية القيادة أخباراً إيجابية تتمحور حول قيام كل من جوجل وأوبر، اللتين تعدان أكبر شركات هذا المجال، بتسوية قضيتهما القانونية المتعلقة بحقوق الملكية الفكرية، الأمر الذي سيجعل تركيز الشركات منصباً على تطوير الأبحاث الخاصة بالسيارات ذاتية القيادة. ومن المرجح أن تصبح السيارات ذاتية القيادة الثورة المجتمعية القادمة خلال السنوات القليلة المقبلة، ويمكن لهذا القطاع الناشئ الحفاظ على أرواح مئات الآلاف من الأمريكيين الذين تحصد أرواحهم بسبب الحوادث المرورية، بجانب دول مثل الصين والهند وغيرها التي تشهد معدلات وفيات مرتفعة جراء الحوادث المرورية، وأيضاً تجنب الإصابات التي تنشأ عن تلك الحوادث.
أما من الناحية الاقتصادية، فستعمل ثورة السيارات ذاتية القيادة على استغلال أمثل للوقت، وبالتالي إنتاجية أكبر تعود فوائدها بشكل مباشر وغير مباشر على الاقتصاد، علاوة على الفائدة المعنوية المتمثلة في تخفيف الضغوط النفسية التي تولدها قيادة السيارة، ما سيؤدي إلى مستويات صحية أعلى لملايين الناس حول العالم. أعتقد أنه من الصعوبة بمكان تجاهل الإيجابيات المتعددة للسيارات ذاتية القيادة، ومما يبشر بتحول إيجابي التوجه الحكومي الأمريكي لإيجاد لوائح وأنظمة تحكم الأطر العامة للسيارات ذاتية القيادة اعتماداً على التكنولوجيا المتطورة، حيث تم التصديق على تشريع جديد بواسطة الحزبين لتهيئة القوانين الفيدرالية إلى مستوى التطور الكبير في ذلك المجال، فيما تحاول إدارة السلامة بالطرق السريعة إزالة كافة العقبات التنظيمية غير الضرورية، والتي يمكن أن تشكل حاجزاً أمام إيجاد آلية فاعلة لتنظيم قطاع السيارات ذاتية القيادة.
وتتركز معظم الاهتمامات الحالية فيما يتعلق بهذا القطاع الجديد حول السلامة المرورية والطرق التي يمكن بها تعزيز الأمن والسلامة، إضافة إلى الأمن الإلكتروني والتعليم الذي يستهدف تطوير القطاع وتشجيع المبتكرين، مع الإبقاء على مبدأ حيادية الحكومة من حيث الإشراف المباشر على السيارات ذاتية القيادة. سوف تعمل تلك السيارات ضمن شبكة موحدة تعمل على تقليل نسبة الحوادث المرورية بطريقة أكثر فاعلية، فيما لو اتخذت كل شركة تطبيقاً خاصاً بها فإن ذلك سيؤدي إلى زيادة النسبة الحالية للوفيات، وهو ما يستوجب إيجاد تقنية متطورة تضمن اتصال جميع السيارات ذاتية القيادة بشبكة تحكم موحدة. بيد أن التوجه الحالي يشير إلى أن الشركات تعمل على تطوير سياراتها ذاتية القيادة بأقل نطاق ممكن من الاتصال مع السيارات الأخرى، وهو النهج الذي تتبعه آبل لجعل منتجاتها متميزة لضمان احتكار أكبر قدر ممكن من الحصة السوقية، وهو التوجه الذي يضمن للشركات تحقيق أرباح طائلة جداً مقارنة بتوحيد شبكاتها مع بعضها البعض.

*بلومبيرج

Original Article

زر الذهاب إلى الأعلى