فيسبوك وتحقيقات مولر
آن آبلبوم*
ظهرت في الآونة الأخيرة الكثير من المعلومات والتسريبات التي تشير إلى دور وسائل التواصل الاجتماعي ودورها في تأجيج المسائل المتعلقة بالأمن الإلكتروني والأمن القومي، وبرزت من تلك الموضوعات مسألة التدخل الروسي في الانتخابات الأمريكية، والتي يجريها المحقق الخاص روبرت مولر، بيد أن الدور الذي لعبته «فيسبوك» ربما كان الأكبر بين كل منصات التواصل الاجتماعي استناداً إلى المعلومات الواردة، وحتى إن كانت لا تدري كيف استخدم الروس موقعهم واستغلوا الثغرات الموجودة فيه لتوجيه العملية السياسية إلى مسار غير طبيعي، فإن الشركة لن تسلم بالتأكيد من أصابع الاتهامات والانتقادات الموجهة لها. وقد أشار مسؤولون أمنيون كبار في الولايات المتحدة، إلى أن شركات التكنولوجيا الكبرى، حريُّ بها القلق من التحقيقات الجارية حالياً.
وممن أعربوا أيضاً عن تلك المخاوف التي تعتري شركات التكنولوجيا، روب جولدمان الذي يتبوأ منصب مدير الإعلانات في فيسبوك، حيث أشار إلى أن التحقيقات الجارية تؤرق مضاجعهم، على الرغم من أنه قال إن الإعلانات التي نشرها الروس كانت لا تخضع لسيطرة الشركة أو تحكمها، علاوة على أن الكثير من تفاصيل تلك الأنشطة ليست مفهومة حتى الآن. وأضاف أن معظم الأنشطة الروسية كانت تتم من خلال وسطاء إعلانات موثوقين لدى الشركة، وهم الوكلاء المشار إلى أنه تم التحايل عليهم أيضاً ولم يكونوا على علم بما يجري من حولهم.
وإذا ما نظرنا إلى الهدف الأساسي من التدخل الروسي، فإنه كان يرمي إلى تقسيم المجتمع الأمريكي باستخدام قيمه التي تتضمن حرية التعبير، إضافة إلى مؤسساته وشركاته التي تتمثل بمواقع ومنصات التواصل الاجتماعي، وقد نجحت الحملة التي شاركت فيها عدة جهات عالمية إلى حدٍ ما. ومن المسائل الرئيسية التي أثارتها التحقيقات، موضوع الأمن السيبراني الذي أصبح مشكلة تؤرق مضاجع السلطات في جميع أنحاء العالم، والتي اتخذت فيها عدة دول الكثير من الخطوات في سبيل تحقيق أعلى المعايير فيها.
ورغم الجدل الدائر حالياً حول الدور الذي قامت به فيسبوك في دعم التدخل في الانتخابات الأمريكية، فإن المنصة الاجتماعية الأشهر عالمياً رفضت تحمل مسؤولية ما جرى جملة وتفصيلا، حيث تقول إنها غير مسؤولة عن المحتوى الذي يظهر على الحسابات الفردية نتيجة لأنها لا تعتبر ناشراً، رغم أنها تقوم في جميع أنشطتها الأخرى بدور الناشر، بما في ذلك قيامها بجمع عوائد الإعلانات التي تذهب إلى الناشرين، وكانت المحصلة النهائية أن تمكنت الجهات التي تريد نشر أخبار وإعلانات زائفة من استخدام المنصة بكل سهولة.
*واشنطن بوست