آبل وحاجز التريليون دولار
باري ريثولتز*
خلال تسعينات القرن الماضي، وفي خضم ثورة المعلومات التي ظهرت بقوة كبيرة خلال تلك الفترة، كانت «سيسكو سستمز» الشركة الأغلى قيمة في العالم آنذاك، حيث كانت العديد من الأوساط تتوقع أن تتخطى الشركة حاجز التريليون دولار من حيث القيمة السوقية، ووصلت إلى 550 مليار دولار. وتلت تلك الفترة مرحلة جديدة شهدت نمواً مطرداً لشركات التكنولوجيا الكبرى حاليا، وهبطت خلالها شركات كان من المتوقع لها الصعود مثل سيسكو، التي تبلغ قيمتها اليوم نحو 220 مليار دولار، بعد أن خسرت قرابة 87% من قيمتها التي وصلت ذروتها قبل صعود قطاع التكنولوجيا الحديث.
وبعد أن هوت سيسكو، أصبح العالم، ومنذ ذلك الحين، يتطلع إلى الشركة التي يمكنها تخطي حاجز التريليون دولار من حيث القيمة السوقية، وقد كنت أنا وبعض الأصدقاء نتحدث عن هذا الموضوع، وكانت أبل أكثر اسم تم طرحه خلال نقاشنا، حيث تبلغ قيمتها السوقية حالياً نحو 900 مليار دولار، ومن المرجح، في وقت ما خلال العام الجاري أن تصبح أبل أول شركة أمريكية تتخطى هذا الحاجز، وهنالك العديد من العوامل التي ستساعدها على ذلك، أولها أسهم الشركة التي سجلت نمواً متواصلاً بلغ ذروته عند 180 دولاراً للسهم، والآن، ومع الإصلاحات الضريبية التي أقرتها إدارة الرئيس ترامب، فإن قيمة الأسهم ستواصل ارتفاعها إلى مستويات تاريخية جديدة.
ومن العوامل الأخرى التي ستعزز من سرعة وصولها إلى ذلك الرقم، قرار وارن بافيت، التخلي عن الاستثمار في «آي بي إم» والتوجه نحو أبل، التي أعلنت مصادر أنها ستكون ثاني أكبر استثمار لبيركشاير هاثاواي التي يرأسها بافيت، ودائماً ما يحاول المقربون منه من المستثمرين القيام بنفس ما يقوم به من استثمارات أثبتت خبرته الطويلة تحقيقها نجاحات باهرة جعلت من بريكشاير هاثاواي من أكبر الشركات القابضة في العالم حالياً. إضافة إلى ذلك، فإن كون أبل أكبر شركة مدرجة على المؤشرات الأمريكية الرئيسية الثلاثة، يجعل من سعر أسهمها في مأمن نسبي من التقلبات والخسائر.
أما العامل الأبرز الذي يمكن أن يكون له الأثر الأكبر في تسريع خطوات الشركة نحو حاجز التريليون دولار، المنتجات الجديدة التي تصدرها الشركة، إذ تستعد أبل خلال الفترة المقبلة للإعلان عن منتجات وتحديثات جديدة، وهي ما تقود دورة العائدات التي تحققها الشركة بسرعة أكبر، ومن المتوقع وفقاً للأرقام الواردة أن تحقق الشركة الرقم المطلوب خلال دورة المبيعات القادمة. إضافة إلى ذلك ستعتمد أبل في طريقها للوصول إلى التريليون دولار على وضعها التنافسي في السوق خصوصاً الولايات المتحدة.
*بلومبيرج