«إسرائيل» تبدد السلام
سلطان حميد الجسمي
السلام حق لشعوب العالم، فمن حق كل شعب أن يعيش بسلام واستقرار على أرضه، ويستفيد من خيراتها وثرواتها، ويعمل لخيرها جنباً إلى جنب مع مواطني بلده. وحق الشعب الفلسطيني في العيش بسلام وكرامة على أرضه المسلوبة حق أصيل، ولكن هذا الحق طالما تعرَّض للانتهاك على يد دويلة «إسرائيل»، المصرة على التهويد والتوسع الاستيطاني في الأراضي الفلسطينية، ولا يكاد يمر يوم إلا ويُقتل فيه فلسطيني بريء، وهو ما ينسف عملية السلام من جذورها، ويغلق أبواب التفاوض التي من شروطها الأساسية الانسحاب من كل الأرض الفلسطينية واسترجاع حقوق الفلسطينيين.
الصراع العربي «الإسرائيلي» بدأ منذ قيام دويلة الاحتلال على الأراضي الفلسطينية وقتل شعبها وتهجيره وارتكاب أبشع المجازر بحقه، ولا ينسى التاريخ المجازر التي ارتكبت ضد الأطفال والنساء، والتي تؤكد أن «الإسرائيليين» هم قتلة الأطفال والنساء، ومهما حاول «الإسرائيليون» التغطية على جرائمهم فإن التاريخ يسجل كل جرائمهم على أرض فلسطين.
إن الحرب التي تشنها «إسرائيل» على ما تبقى من أراضي فلسطين المحتلة تعني أنها لا تريد السلام، ولن تلتزم بالقرارات التي صدرت عن الشرعية الدولية، وخصوصاً تلك المتعلقة بحق تقرير المصير والانسحاب من الأراضي المحتلة وحق الشعب الفلسطيني بالعودة وإقامة دولته المستقلة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشريف.
السلام بالنسبة ل«إسرائيل»، هو إبقاء الوضع الحالي كما هو، أي احتلال دائم وإعطاء الفلسطينيين بعض الحقوق في العيش من دون أية حقوق أخرى، وإبقاؤهم رهائن في ظل البطش والحصار والقوانين العنصرية، وهو ما يتناقض مع جميع الأعراف وحقوق الإنسان.
مما لا شك فيه أن «إسرائيل»، وعبر بوابة قطر الإعلامية، دخلت كل البيوت العربية، وللأسف فإن الإعلام القطري يعلن بطرق ملتوية مبادرات السلام والتطبيع معها من دون مراعاة الحقوق التي تُسلب يومياً من الفلسطينيين، وتغذّي مسامع وأنظار الشعوب العربية بأن «إسرائيل» دولة قوية وعظيمة وتريد السلام مع العرب، ويرجع ذلك إلى المستنقع الإرهابي الذي تعيشه قطر منذ التطبيع الرسمي مع تل أبيب، وزيارة رئيس الوزراء «الإسرائيلي» الأسبق شيمون بيريز لدولة قطر والمخططات القطرية ضد الدول العربية.
«إسرائيل» مستمرة في ارتكاب الجرائم وبالأرقام المرصودة، وبحسب الأرقام التي رصدها «مركز أسرى فلسطين للدراسات»، فإن دويلة الاحتلال، قامت الشهر الماضي باعتقال 450 فلسطينياً بينهم 85 طفلاً، منتهكة بذلك المعاهدات الدولية الخاصة بحقوق الإنسان وحقوق الطفل والأمومة. أطفال فلسطين يولدون مشاريع أسرى وشهداء، حيث جنود الاحتلال يمارسون أبشع أشكال البطش والعدوان يومياً، ويتعمدون التربص بالأطفال والفتيان، ولا يتورعون عن اعتقالهم لأتفه الأسباب أو تعذيبهم والتنكيل بهم، والشواهد كثيرة وشبه يومية.
ولا ننسى التصريح الأخير للرئيس الأمريكي دونالد ترامب بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس، والاعتراف بأن القدس عاصمة ل«إسرائيل»، وهي خطوة خطيرة تؤجج الصراع الفلسطيني مع المحتل «الإسرائيلي»، وتثير الغضب الفلسطيني والعربي ضد الولايات المتحدة والاحتلال «الإسرائيلي».
تعيش «إسرائيل» اليوم في عزلة سياسية وغرق في المشكلات الداخلية بعد إدانة رئيس وزرائها بالفساد، وذلك أمر طبيعي لهذه الدويلة العنصرية التي تحظى بدعم أمريكي غير محدود، وإلا لكان الوضع مختلفاً في كل المنطقة العربية.
منطقة الشرق الأوسط منطقة استراتيجية حيوية في العالم، وهي عمود للسلام والاستقرار، ومن مصلحة جميع دول العالم أن ترفرف رايات السلام على فلسطين، وأن ينتهي الاحتلال الغاشم، وتعود البسمة إلى شفاه أطفال فلسطين ويستردون طفولتهم المسلوبة.
sultan.aljasmi@hotmail.com