مقالات عامة

محمد بن زايد.. وطن العطاء

ابن الديرة

حين يقال الوطن تضيء ذاكرة الإمارات بتاريخ حافل من العطاء وبذل الخير، بدءاً من الإرهاصات الأولى وفجر التأسيس على يد القائد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وصولاً إلى نهج صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله. كل إماراتي إنما نشأ في ظل زايد وتربّى في مدرسته التي طالت واستطالت وأثمرت، وتخرجت فيها وفود الخير حتى اتجهت فكرة الخير الإماراتي نحو المأسسة، وأصبحت تقوم على العمل الإنساني مؤسسات راسخة وتكتسب خبرتها عبر تاريخ عطائها، وتاريخ عطاء وطن العطاء، دولة الإمارات القائدة الرائدة.
بهذه المعاني يخاطب صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة مجتمع الإمارات وهو يكرم داعمي صندوق الوطن، في حفل تكرم فيه فكرة العطاء أصلاً مع تكريم الأشخاص وقبلهم، ومع تكريم المؤسسات وقبلها. واقع عطاء أهل الوطن تشير إليه، في قوة وثقة، الأرقام المعلنة، وجميل إعلان الأسماء، حيث التكريم يشتمل على هذا النوع من الإشهار، نحو تعميم الفكرة وإشاعة الاقتداء.
حفل الأمس برعاية وحضور صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان يبعث رسائله التي تصل مباشرة إلى العقول والقلوب، ليعود عنوان المسؤولية الاجتماعية إلى الواجهة، كحل مهم وضروري لمعالجة القضايا المجتمعية. كلما تكرس هذا المفهوم كلما أصبح المجتمع أقوى وأكثر تماسكاً واطمئناناً، ولا يخفى أن هذا الذي هو بعض غرس زايد الخير هو في الوقت نفسه بعض إرثنا الوطني والديني والحضاري، وبتحقيقه نعود إلى حقيقتنا وهويتنا.
يلفت النظر أن صندوق الوطن، وبتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، ينزع نزوعاً واضحاً إلى التجدد والتطور والابتكار وخلق المبادرات، فيوسع دائرة المانحين والمستفيدين، ويذهب إلى الطلاب والشباب والمخترعين، محققاً وعي القيادة والحكومة والشعب بانتماء دولة الإمارات إلى مستقبل الفعل الإيجابي، وإلى ضرورة تجديد وتنويع وجوه إنفاق الموارد، فصندوق الوطن صندوق يسهم في تنمية الحاضر والمستقبل، ويكرس حالة الشراكة الاجتماعية عبر عنوان المسؤولية الاجتماعية.
كعادة سموّه، يأبى القائد الاستثنائي محمد بن زايد إلاّ أن يكرم كرماء الإمارات بنفسه، وفي ذلك إصرار على الفكرة، وتأسيس مستمر لها، نحو تحويلها إلى ظاهرة اقتصادية واجتماعية لها سمة الاستدامة.
الدعوة، والحالة الجميلة تلك، إلى جميع القادرين وأهل الخير، كل من موقعه ودوره وقدر استطاعته، للإسهام في تنمية مجتمعه عبر تنمية صندوق الوطن، تلبية لنداء وطن كبير لم يبخل أو يقصر في يوم من الأيام، وأعطى وما يزال من دون حدود.

ebnaldeera@gmail.com

Original Article

زر الذهاب إلى الأعلى