شعلة مسيرة زايد
عبد الله الهدية الشحي
يا لروعة هذا الحب الخالد والعظيم الذي تتعاقب عليه الأجيال الإماراتية وتكنه لوالدها المؤسس المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان الذي غرس فيها روح الولاء والانتماء. ويا لهذا الاتفاق الجمعي على حبه هذا سواء من تلك الأجيال التي عاصرته وحظيت برؤيته وعاشت معطيات منجزات حياته، أو هذه التي لم تعاصره ولكنها ورثت حبه الذي سكنها بالفطرة. ويا لهذا الحضور المفعم بالمشاعر الصادقة الممتدة بزمانها ومكانها التي لا يزال يعيشها زايد في قلوب وأرواح شعب الإمارات الوفي. ويا لهذا الوفاء الذي يعبر عنه بكل الحب أهل الإمارات لوالدهم زايد القائد الحكيم الذي ورثوا منه على مد الزمن دروس الحكمة وحب الاتحاد والقيم النبيلة والإنجاز وتحدي الصعاب وله منا في كل الأعوام الدعاء بالرحمة والمغفرة والمنزلة العالية في جنات النعيم.
في كل يوم من أيام عام زايد لنا فعاليات عديدة ومفيدة بأبعادها الفكرية ومحتوياتها الثقافية وجوانبها الاجتماعية. ولنا من هذه الفعاليات الدروس الإيجابية المستفادة والمواقف التنموية الملهمة المستنبطة من سيرة ومسيرة زايد المحلية والعالمية، والمتتبع للساحة الإماراتية يدرك مدى أهمية هذه الفعاليات التي تؤتي أكلها بازدياد في كل حين بإذن الله وتوفيقه ثم بفضل التوجيهات الحكيمة والمتابعة الدائمة والرعاية المستمرة من القيادة الرشيدة وبجهد القائمين عليها والمشاركين فيها من كافة شرائح المجتمع الإماراتي، وها هي فعالية مسيرة شعلة زايد التي ستنطلق اليوم من متحف الاتحاد احتفالاً باليوم الرياضي الوطني بمشاركة ألف طالب وطالبة بجانب معلميهم الذين ينتمون إلى حوالي 80 مدرسة بدبي والتي تنظمها هيئة المعرفة والتنمية البشرية مع مجلس دبي الرياضي وبالتعاون مع القيادة العامة لشرطة دبي وهيئة الطرق والمواصلات وبلدية دبي ومؤسسة دبي للإسعاف حيث يشكل هذا الجمع الطلابي والمؤسسي نجاحاً يضاف إلى بقية النجاحات المستمرة على مستوى خريطة الإمارات من حيث التكاتف والتعاون في بوتقة الهدف المشترك وفي أيقونة الشراكة المجتمعية الفاعلة التي تجسد على أرض الواقع ما أراده وخطط له زايد كنهج دائم وصراط مستقيم نمشي عليه ونتبع من خلاله خطاه في كيفية تحقيق المطلوب وفي فتح المزيد من آفاق التحدي الذي يصنع المنجزات والنجاح الذي يحقق المعجزات.
إن الغاية الكبرى من مسيرة شعلة زايد هي تكريس مفهوم العمل الجمعي وتحقيق هدف التعاون وخلق التنسيق بين المؤسسات المجتمعية بالنسبة للفعاليات حتى لا تتشتت الجهود وحتى يتحقق منهجها الخفي المتمثل في غرس روح اللحمة الوطنية والعمل التطوعي، فكم نحن بحاجة إلى مثل هذه الفعاليات التي تشترك في تنفيذها عدة جهات لضمان جودتها ولاستقطاب أكبر عدد من الشركاء ومن المشاركين ومن الجمهور المستهدف لأن فكر زايد الذي سيبقى في عقولنا وأفئدتنا فكر وحدوي وعمل تعاوني في كل احتمالاته واتجاهاته وفي كل معانيه ومساعيه التي لا تحصى ولا تحد.
aaa_alhadiya@hotmail.com