مقالات عامة

جرف «القاعدة» من أبين

صادق ناشر

رسخ التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن استراتيجيته القائمة على تخليص البلاد من براثن الإرهاب بعملية إضافية استهدفت جرف تنظيم «القاعدة» من المناطق التي ظل يتحصن بها في مناطق مختلفة من اليمن لسنوات طويلة، كانت آخرها العملية العسكرية التي استهدفت تواجد التنظيم في منطقة المحفد بمحافظة أبين، الواقعة شرقي عدن، كبرى مدن جنوب اليمن.
العملية التي أطلق عليها التحالف اسم «السيل الجارف»، تأتي ضمن سلسلة من العمليات العسكرية التي نفذها التحالف خلال الأسابيع القليلة الماضية، بعد «عملية الفيصل» في حضرموت، و«السيف القاطع» في شبوة، واللتين حققتا العديد من النجاحات على طريق اجتثاث التنظيم المتطرف من المناطق التي كانت تقع تحت سيطرته، خاصة في المناطق المحررة، فعملية «السيف الجارف» جاءت لتطهير جيوب وأوكار مسلحي عناصر تنظيم «القاعدة» من مديرية المحفد ووادي حمارا بمحافظة أبين، والتي كانت مركزاً لاستقطاب المسلحين المرتبطين بتنظيم «القاعدة».
وقد لعبت قوات الحزام الأمني، المدعومة من القوات الإماراتية، دوراً هاماً في تنفيذ العملية العسكرية الأخيرة، التي شملت حملات مداهمة للعناصر والجيوب الإرهابية في المحافظة، ولن تتوقف حتى يتم التأكد من خلو المنطقة من أي جيوب تابعة للجماعات الإرهابية، التي شكلت قلقاً للأوضاع الداخلية وتهديداً لاستقرار المنطقة بشكل عام، فالمنطقة المستهدفة، خاصة المحفد تحتضن أكبر معاقل «القاعدة» في أبين منذ عدة أعوام، حيث أنشأ فيها التنظيم معسكرات تدريبية في الجبال الوعرة التي استغلها التنظيم لتكون منطلقاً لعملياته الإرهابية، وشكلت قاعدة خلفية له عند كل مأزق عسكري يواجهه خلال الحملات السابقة التي كانت تنفذها السلطات اليمنية قبل وبعد احتجاجات 2011.
من نافلة القول إن تنظيم «القاعدة» لعب دوراً تخريبياً منذ أن وطد نفوذه في أبين وشبوة وحضرموت والبيضاء ومأرب، خلال الأعوام الماضية التي شهدت تراجعاً كبيراً لحضور الدولة، حيث استغل التنظيم هذا الفراغ الذي تشكل بعد الانقلاب الذي نفذته جماعة الحوثي في صنعاء عام 2014، وزاد من حضوره بشكل أكبر من السابق، وصل إلى حد الحلول محل الدولة وممارسة مهامها، لكن وفق رؤية التنظيم لنظام الحكم.
وعلى الرغم من أن محاولات عدة جرت خلال الأعوام السابقة لتحرير محافظة أبين من نفوذ تنظيم «القاعدة»، إلا أن هذه المحاولات لم يكتب لها النجاح لأسباب عدة، بعضها يعود إلى أن التنظيم كان يجد في محافظات أخرى مجاورة ساحة لإعادة تجميع صفوفه، إلا أن تنفيذ عمليات ملاحقة ومطاردة لعناصر التنظيم في كل من شبوة وحضرموت، تقلصت هذه الخيارات لديه بشكل أكبر، لذا تبدو العملية التي ينفذها التحالف العربي لدعم الشرعية في أبين مختلفة عن كل العمليات التي سبقتها، كونها تنطلق من مناطق في محافظتي أبين وشبوة، إضافة إلى أنها جاءت بعد عملية «السيف القاطع» في شبوة، ما يعني أن عناصر التنظيم لن تجد الطريق إلى شبوة سالكاً، كما كان في السابق، وبالتالي يكتب التحالف العربي نهاية التنظيم في أبين، كما هو الحال في شبوة وحضرموت.

sadeqnasher8@gmail.com

Original Article

زر الذهاب إلى الأعلى