مم يتذمر مستثمرو «آبل»؟
شيرا أوفايد*
يجب على مستثمري «آبل» المتعطشين للأرباح النظر جلياً في الإفصاحات المالية التي أعلنت عنها مؤخراً «سبوتيفاي»، حيث تلقي نتائج الشركة وأداء أسهمها في البورصة، الضوء على صعوبة تحويل الموسيقى الرقمية إلى أرباح. وقد شهدت أرباح الشركة المتخصصة في الموسيقى الرقمية صعودا كبيرا خلال العام الماضي بعد العقود التي وقعتها مع الكثير من العلامات الموسيقية الشهيرة، بيد أنها لا تزال تمنح 70 إلى 80 سنتا من كل دولار تربحه إلى شركائها الموسيقيين، إضافة إلى بعض التكاليف والنفقات الأولية التي تصاحب إصدار المنتجات الجديدة الخاصة بها.
ويبدو أن هيكلية الوضع المالي المعقدة لـ «سبوتيفاي» لا تسعد كثيرا مستثمري «آبل» الطامحين إلى أن تحقق المزيد من الأرباح التي تدخل إلى خزائنهم، حيث إنهم كانوا طوال عدة سنوات يتمنون أن تحقق أسهم الشركة الموسيقية نفس منحنى صعود أسهم آبل وتطبيقاتها المختلفة، خصوصاً بعد أن أكدت «آبل» أن عائداتها من الخدمات التي تقدمها ستتضاعف بحلول العام 2020، وهي العائدات التي كانت تبلغ وقت إعلانها عن ذلك، 25 مليار دولار كمبيعات سنوية. وقد أثارت تلك التوقعات التي أشارت إليها «آبل» حماس مستثمريها خصوصاً الخدمات التابعة لها، التي يمكن أن يكون لها الدور الأكبر في تعزيز ربحيتها، ففي دراسة بحثية أجريت الاسبوع الماضي، قدر بابير جيفري القائم على البحث أن ينمو هامش ربح الشركة من خدماتها التي تقدمها بأكثر من 60%، فيما بلغ الهامش الربحي للشركة ككل 38.4% في الربع الأخير.
لقد تحدثت سابقا عن أن هذا الأمل الذي يساور المستثمرين صعب التحقيق، ورغم ذلك فإن مما لا شك فيه هامش الأرباح الكبيرة لخدمات مثل «آي كلاود» و«آب ستور»، وهي الخدمات التي لا تتكلف الكثير من التكاليف، أو أن مساهمتها بسيطة جدا في اقتطاع جزء كبير من الأرباح الإجمالية المحققة تكاليف تشغيلية أو غير ذلك، بيد أن الهيكلة المالية التي يتم من خلالها تحقيق العائدات الأرباح والعائدات من قطاع الفيديو والمقاطع الموسيقية مختلفة تماما، ويمكن أن تسبب الأرباح التي حققتها «سبوتيفاي» خلال الربع الأخير أرقاً لمستثمري «آبل».
ويمكن لـ«آبل» من خلال إجراءات معينة تحقيق أفضل قدر ممكن من العائدات والأرباح من قطاع الخدمات الموسيقية الأخرى خلافا لـ«سبوتيفاي»، ولكن من الصعب جدا تجاهل حقيقة أن عوائد الاشتراكات الجديدة التي تتأتى من الموسيقى الرقمية بدأت في الارتفاع خلال الفترة الماضية.
*بلومبيرج