حقوق المرأة.. الواقع والنموذج
شيماء المرزوقي
احتفل العالم باليوم العالمي للمرأة، قبل بضعة أيام. البعض من الدول ركز احتفالاته على تقديم المنجزات التي تحققت على يد النساء وما تم منحهن من حقوق. البعض الآخر من دول العالم كان صوت منظمات حقوق الإنسان فيه هو المرتفع حيث تطالب بحقوق بديهية للمرأة. وفي منطقتنا العربية تحديداً كان هناك الكثير من المجتمعات البدائية في مجال حقوق المرأة في مختلف المجالات الحياتية، إلا أنه رغم التباين بين دول وأخرى، كانت الإمارات الأكثر وهجاً وتميزاً وسبقاً، فلا يمكن للعين أن تخطئ أن المرأة الإماراتية منذ الخطوات الأولى نحو تأسيس اتحاد الإمارات العربية المتحدة الذي تم في عام 1971 على يد والدنا الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، رحمه الله، كانت حاضرة وبقوة، فلم يتم افتتاح مدرسة للأولاد إلا وكانت للفتيات مدرسة، ولم يحدث تطور في مجال من المجالات إلا وكانت المرأة مشاركة وبفعالية كبيرة.
وأستطيع القول إن جميع المجالات سواء في مجال العمل والوظيفة أو في مجالات الحياة الأخرى التي اقتحمها الرجل لم تكن المرأة الإماراتية في معزل عنها أو تم استثناؤها. وعلى مستوى المناصب الإدارية والقيادية حدث ولا حرج، جميع الشواهد والأمثلة ظاهرة ومتواجدة وماثلة للعيان، الإمارات كانت سابقة في مجال حقوق المرأة، ومسيرة حقوق المرأة الإماراتية بدأت منذ اليوم الأول لإعلان قيام الاتحاد، بل إن هناك مدارس للفتيات افتتحت قبل إعلان قيام الاتحاد، فقد كان لدى قادتنا وشيوخنا الكثير من الوعي والمعرفة والفهم بهذه الحقوق البديهية، لذا ظلت الإمارات كأنها أيقونة في هذا المجال ومثال ذهبي يتم استحضاره لمختلف دول المنطقة والعالم التي تتعثر في حقوق النساء.
وفي مجالات العلوم والفضاء والذكاء الاصطناعي وعلوم الإدارة ورسم الاستراتيجيات والخطط، تواصل المرأة الإماراتية حضورها القوي، وهي أيضاً مثال على أن المرأة بصفة عامة والعربية بصفة خاصة تستطيع أن تعمل وتنتج وتتفوق وتتميز تماماً كشقيقها الرجل، وأن النتيجة دوماً ستصب في التنمية الوطنية للبلاد وقوة الاقتصاد، وهو الجانب الذي ينساه معظم الناس.
النساء قوة اقتصادية لا يستهان بها وعند تعطيلها أو إعاقتها فأنت تعطل المجتمع برمته وتمنع تطوره وتحد من تقدمه.
Shaima.author@hotmail.com
www.shaimaalmarzooqi.com