الأخطاء الدوائية
سلام أبو شهاب
أخطاء عديدة ومتفاوتة في شدة الخطورة تحدث بسبب وصفات الأدوية الكتابية، لعدم وضوح خط بعض الأطباء، ما يفتح المجال أمام الصيدلي ومساعد الصيدلي في صرف دواء غير الدواء المطلوب وبالتالي وقوع الأخطاء غير المقبولة والتي تؤدي إلى مضاعفات خطيرة إن لم تكن قاتلة.
دائرة الصحة في أبوظبي تنبهت إلى هذه القضية المهمة مبكرا فالزمت المنشآت الصحية الحكومية والخاصة منذ فترة طويلة بنظام الوصفات الإلكترونية الذي يساعد كثيراً في الحد من الأخطاء الطبية بالذات الدوائية منها، ومع تطبيق التأمين الصحي منذ سنوات في إمارة أبوظبي أصبحت الوصفة الدوائية الإلكترونية لا مفر منها.
الآن وزارة الصحة و وقاية المجتمع تنبهت لخطورة الموضوع، وقررت إلزام المنشآت الصحية الخاصة بالالتزام بالوصفة الطبية الإلكترونية وبشكل تدريجي خلال الشهور الستة المقبلة، وهذا يعني أن الوصفات التقليدية ستستمر خلال الشهور المقبلة في بعض المنشآت الصحية غير المستعدة لبدء التطبيق، وبالتالي الأخطاء الدوائية مع استمرار العمل بهذه الوصفات .
وزارة الصحة أشارت إلى خطورة استمرار العمل بنظام الوصفات التقليدية، وأشارت إلى أن صيدلي صرف خطأ دواءً مشابهاً لاسم دواء وصفه الطبيب المعالج بسبب عدم وضوح خط الطبيب، وهنا نتساءل، ما إجمالي الأخطاء الدوائية التي وقعت بسبب وصفات الأدوية الكتابية طوال السنوات الماضية؟، وما سبب كل هذا التأخير يا وزارة الصحة في إلزامية تطبيق وصفات الأدوية الإلكترونية؟.
تطبيق التأمين الصحي يترافق معه تطبيق نظام وصفات الأدوية الإلكترونية، ولكن أين هو مشروع التأمين الصحي الاتحادي الذي ما زال بين شد وجذب بين مختلف الأطراف المعنية والتي تؤكد في أكثر من مرة وفي غالبية المناسبات أن المشروع في مراحله الأخيرة وجار إدخال بعض التعديلات عليه.
منذ أكثر من عشر سنوات والحديث يدور عن مشروع قانون التأمين الصحي الاتحادي الذي لم ير النور، وأحد أسباب التأخير هو ضرورة التوافق مع الجهات الصحية المحلية في تطبيق التأمين بالنسبة للحالات المرضية المحولة بين منشآت وزارة الصحة والمنشآت الصحية المحلية، وهنا نتساءل أيضا عن كيفية التعامل مع الحالات المحولة من وزارة الصحة والتي تحمل بطاقات صحية صادرة عن الوزارة إلى المنشآت الصحية المحلية التي تطبق التأمين الصحي.
إصدار مشروع قانون التأمين الصحي كفيل بإيجاد حل جذري لقضية وصفات الأدوية الكتابية وغيرها من القضايا الصحية الأخرى، فهل حان وقت إصداره.
Salam111333@hotmail.com