مقالات عامة

متى يشعر معلّمونا بالسعادة؟

إيمان عبدالله آل علي

معلم يمارس الدور نفسه، مع تغيّر بسيط في المنهج لأكثر من 10 سنوات، دون أية ترقية أو أي تغير في طبيعة عمله اليومي، ولا زيادة تذكر في الراتب، مع تكليفه بمهام إضافية ليست من اختصاصه؛ فيقرر ترك مهنة التدريس والتوجه إلى قطاع آخر أكثر حيوية، بترقيات دائمة ومهام وظيفية أقل.
هذا حال عدد كبير من المعلمين الذين تسربوا من الميدان التربوي، رغم أنهم رسموا مسارهم الوظيفي عند اختيار التخصص في المرحلة الجامعية، لكن واقع الميدان التربوي، جعلهم يختارون مساراً جديداً، وآخرون مازالوا في الميدان يعانون وينتظرون الأفضل.
تبنى المجلس الوطني الاتحادي ست عشرة توصية بشأن «سياسة وزارة التربية والتعليم»، أخيراً، ستحدث تغيراً كبيراً في العملية التعليمية، وقبلها طفرة كبيرة في وضع المعلمين الذين يعدّون العصب الرئيس في العملية، وستؤدي إلى استقطاب المواطنين لمهنة التدريس.
الترقيات في المؤسسات الحكومية واضحة كافة، ولكن في القطاع التربوي يعمل المدرس لسنوات دون ترقيات، ويكمل تعليمه ويحصل على الماجستير والدكتوراه، ويوعد بأن الترقية ستشمله، ثم تتبخر تلك الوعود، وكثير من المعلمين يشتكون آلية الترقية في الوزارة، ويعد ذلك سبباً رئيساً في تنفيرهم، واستحداث نظام للتدرج الوظيفي لمهنة التعليم، ضمن سلم واضح للترقي، سيحدّ من تسرب المواطنين، ويستطيعون المطالبة بالترقية، بعد تحديد الآلية وفق القانون.
إعادة النظر في الكادر المالي للمعلمين، سيجذب المواطنين إلى العمل في التدريس، خاصة أن رواتب المعلمين لا تتناسب مع حجم الضغوط عليهم، فالمعلم يعمل في المدرسة؛ وفي المنزل مشغول بالتحضير والتصحيح والتخطيط أيضا، ويكلف بالإشراف، وغيرها من المهام الإدارية التي لا تعد من ضمن تخصصاته، وتدريس أكثر من 100 طالب في اليوم الواحد، مهمة عظيمة وصعبة، وأولياء الأمور يدركون ذلك في رحلة معاناتهم مع تدريس أبنائهم، وعددهـــم لا يتجاوز الأربعـة، فما بالك بتدريس وضـــبط نحـــو ثلاثين طالباً في الصـــف الواحـــد؟
أعضاء المجلس الوطني، حريصون على مناقشة قضايا التعليم، وهي متشعبة، ويضعون التوصيات، بعد متابعة الميدان والاستماع إلى المعلمين الذين لديهم مطالب متعددة تحسن من واقعهم، وفعلياً مطالبهم تلك التي يرددونها مراراً وتكراراً لا ترى النور، ومع موافقة مجلس الوزراء الموقر، سيتغير واقع المعلمين نحو الأفضل، ونتيجة ذلك سيحصدها المجتمع بأكمله، فسوف ينعكس على الطلبة بشكل كبير، وعلى العملية التعليمية التي ستنهض نحو المستقبل، مادام المعلم يشعر بالرضا والسعادة.

Eman.editor@hotmail.comOriginal Article

زر الذهاب إلى الأعلى