قانون الجمال والتناسق..
بقلم : نور الجبل
لقد وضع الله سبحانه وتعالي قوانين في كافة جوانب حياتنا والباحث المدقق يندهش لمقدار هذا النظام الكوني المحكم وفي أدق التفاصيل وكلما عمل الفرد بهذه القوانين عادت عليه خيراً وسعادة ورفاهية ،، ومن تلك القوانين المحكمة (قانون النسبة الذهبية) الذي يطبق في الكون بأكمله ليمنحه جمالاً وتنسيقاً بديعاً .. فلا يوجد سنتيمتر واحد بالكون لا يخضع لهذا القانون فهو المقياس لكل ما هو جميل ومريح للعين فكل المخلوقات ومنها الانسان وحتى الجمادات تحوي في تركيبها على هذه النسبة .
ويعرف هذا القانون بأنه التناسب المبني على الاتزان بين الأطوال و تقدر بالقيمة العددية (1.618) أنه الرقم الذي يحقق أجمل الأشكال والتصاميم بالكون والفن والعمارة فهي نسبة يمكن أن تساعد في جعل التصميم الخاص بك متناسق وملائم للعين ، وكل من يريد أن يصل للإتقان والإبداع عليه اتباع هذه النسبة في كافة أعماله.
والنسبة الذهبية أو الرقم الذهبي أو الرقم فاي كلها مسميات بدأت في الظهور بعد أن عمل ( ليوناردو فييوناتشي ) على عمل متتاليته الشهيرة والمسماة باسمه (متتالية فييوناتشي).
فكل رقم هو نتاج مجموع الرقمين السابقين له ويقترب ناتج قسمة كل رقم بما قبله من القيمة ( 1.618 ).
فجسم الإنسان في تكوينه وأبعاده يخضع لهذه النسبة من حيث المسافة بين أجزاءه المختلفة فالنسبة ما بين العين والذقن تساوي (1.618) فالجزء الأصغر هو (618.) والأكبر هو (1) ونفس الرقم يتكرر بالمسافة بين كافة أجزاء الجسم بأدق تفاصيله ما يمنح جسم الإنسان هذا التناسق المبدع ( ولقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم ) ، وتنطبق هذه النسبة على كافة المخلوقات الأخرى من شجر وحيوانات …الخ .
وللتوضيح أكثر نجد في التصميم المعماري أن اعتماد هذه المقياس هو الأمثل لنصل للمظهر الأجمل والمريح للنظر فاذا كان أحد أضلاع الغرفة 3 متر كمثال فسيكون الضلع الاخر والأنسب له هو 1.618*3 ( مضروباً بالنسبة الذهبية ) = 4.8 متر تقريباً .
ومن غير الالتزام بهذه النسبة يظهر عدم التوازن في المكان ونفقد بذلك جمال المظهر الخارجي المطلوب.
واذا عدنا للتاريخ فسنكتشف أن الحضارات القديمة كاليونان مثلا قد بنت مدن بأكملها معتمدة في تخطيط شوارعها ومبانيها على هذه النسبة ما منح هذه المدن تنسيقاً جميلاً ، وفي مصر نجد أن الاهرامات قد بنيت مراعية النسبة الذهبية بين أطوالها.
كما نجد في الحضارة الإسلامية العديد من الأبنية التي اعتمدت نفس هذه الطريقة في المشربيات والأبواب وفي بناء الجوامع كجامع القيروان التي يظهر فيه تناسباً ملحوظاً في تصميمه المعتمد على نفس النسبة .
وفي العصر الحالي اعتمد بعض المهندسين المعماريين تطبيق هذه النسبة ما منح الأبنية التي تم بنائها سحراً خاصاً ، حتى أن هناك حاليا ً تطبيقات إلكترونية خاصة تساعد على التصميم بمراعاة نفس القاعدة.
وذكر في أحد المقالات أن المستطيل الذهبي ( الذي اخذت قياسات أضلاعه مع مراعاة النسبة الذهبية ) هو أجمل مستطيل على الإطلاق حيث كان الفنانون يستخدمونه في ترتيب عناصر الصورة في لوحاتهم .
ففي الفنون كالرسم والنحت أو التصوير نجد العديد من الفنانين الذين اعتمدوا هذه النسبة في الرسم كلوحة الموناليزا حيث أن اعتماد هذه النسبة في اللوحات أو الصور بما فيها من أبعاد الاطارات يجعلها تنقل للمشاهد الاحساس الخاص بها على أكمل وجه.
ونجد هذه النسبة مطبقة أيضاً على علب المنتجات بكافة أنواعها ما يمنحها جاذبية تجعل الفرد يقبل على شرائها ، كذلك نجد شعارات الشركات الكبرى التي تصمم بطريقة جذابة وأنيقة بحيث يطبع في الذاكرة ولا ينسى بسهولة .
وأختم حديثي بتساؤل ورد في كتاب (النسبة الذهبية تناغم النسب في الطبيعة والفن والعمارة)
ﻟﻤﺎذا ﻷزھﺎر اﻟﺘﻔﺎح ﺧﻤﺲ ورﯾﻘﺎت ﺗﻮﯾﺠيةً داﺋﻤﺎ ؟؟
ﻓﻘﻂ اﻷطﻔﺎل ﯾﺴﺄﻟﻮن ﻣﺜﻞ ھﺬه اﻷﺳﺌلة ، ﺑﯿﻨﻤﺎ ﯾﻈﮭﺮ اﻟﺮاﺷﺪون اﻧﺘﺒﺎھﺎً أﻗﻞ ﻟﻤﺜﻞ ھﺬه اﻷﻣﻮر باﻋﺘﺒﺎرھﺎ ﻣﻦ اﻟﻤﺴﻠﻤﺎت ، كحقيقة أﻧﻨﺎ ﻧﺴﺘﻌﻤﻞ أﻋﺪاداً قد ﻣﺎ ﻧﺴﺘﻄﯿﻊ ﻋﺪه ﻋﻠﻰ أﺻﺎﺑﻌﻨﺎ اﻟﻌﺸﺮ ، وﻋﻨﺪﻣﺎ ﻧﻨﻈﺮ ﺑﻌﻤق إﻟﻰ أﻧﻤﺎط زهرة التفاح أو إلى ﺻﺪﻓﺔ البحر أو رقاص الساعة المتأرجح ، ﻓﺈﻧﻨﺎ ﻧﻜﺘﺸﻒ ﻛﻤﺎﻻً وترتيباً لا يصدق.. وشكراً…
روابط لمزيد من الاطلاع ،،،
1.فيلم العلامات 09 – مذهل : النسبة الذهبية إحدى علامات الله في مخلوقاته
https://www.youtube.com/watch?v=lcYIRiIkaYo
2.أحد أسرار الطبيعة – متتالية فيبوناتشي !
https://www.youtube.com/watch?v=hy8s0XlgDZQ
3.سِرّ الجَمَال والنسبة الذهبية .. الطبيعة بالأرقام
https://www.youtube.com/watch?v=MPDs2kY9pXM