أطواق النجاة التنموية (1-2)
عبداللطيف الزبيدي
هل سألتِ الدول العربية، مجتمعة أو منفردة، دولة الإمارات، يوماً: ما الذي فعلتموه لتحقيق تنمية متفوقة عربيّاً، ومتألقة عالميّاً؟ غداً، عيد التحدي السابع والأربعون، والعالم العربي لم يطرح السؤال، ولم يبرهن على أنه اهتدى إلى الجواب الصحيح وجسّده بتنمية شاملة على مرّ السنين.
دعائم نجاح الإمارات في مسيرتها، منذ قيام الاتحاد، يتسنى إدراكها على النحو الأفضل، إذا نظرنا مليّاً إلى العوامل التي حالت دون تحقيق أيّ نهضة متكاملة منتظمة في الدول العربية مجتمعة أو منفردة. في المقدّمة نجد التورّط في مزالق الإيديولوجيات الحزبية، القومية أو الأمميّة. ملايين الطاقات الشبابية ضاعت هدراً في تلك التيارات، إضافة إلى الحزازات الداخلية والمشاحنات الخارجية. الإمارات تجنبت الانزلاق إلى تلك المهاوي، وسخّرت كل الجهود لتغيير البنية الداخلية بما يسمّى خطوات الفيل، الذي لا يخطو أيّ خطوة إلاّ إذا كانت بقية قوائمه راسخة في مواقعها. هكذا لا سبيل إلى المزالق أو العودة إلى المربّع الأوّل.
الركيزة الثانية: الإدارة التي لا تنام عن المتابعة والإشراف المباشر. المبدأ الإداريّ السائد منذ قيام الاتحاد، ويعرفه الجميع، هو أن المؤسسين المغفور لهما الشيخين زايد وراشد، كانا فجر كل يوم يتفقدان المشاريع قيد الإنشاء، يراقبان حركة النمو ساعة بساعة، وفي الذهن «ليس الخبر كالعيان»، ليست التقارير كالشاهد العيني الملموس. لقد أسس الراحلان نظام الإدارة المباشرة، الذي سار عليه حكام الإمارات إلى يومنا هذا الذي تتعزّز فيه الحكومة الذكيّة، بنظام القيادة الحاضرة.
الدعامة الثالثة: الثروة للاستثمار لا للاستهلاك، وبما أن الإنسان ثروة، فإن تنميته والاستثمار فيه هما الثروة الوطنية الحقيقية الدائمة. من هنا صار المستقبل بوصلة المسيرة الإماراتية. أعظم تحديث تنموي هو تقديم ساعة التخطيط، يصبح المستقبل هو حاضرك، وتغدو قادراً على معالجة الأخطاء المحتملة قبل وقوعها، لأنها في الآتي وأنت في الحاضر.
لزوم ما يلزم: النتيجة الاستشرافية: في سبع وأربعين سنة، حققت الإمارات ما هو مثل أعلى لغيرها، فكيف ستكون بعد ثلاث وخمسين في المئوية؟ مئة شمس.
abuzzabaed@gmail.com