إنه ليس مستحيلاً
شيماء المرزوقي
ما زالت هناك أصوات ليست خافتة بل قوية تشكك في تمكن الطاقة البديلة النظيفة من الهيمنة العالمية والانتشار على حساب الطاقة الأحفورية السائدة الآن والمعروفة على مختلف أنواعها، وأصحاب هذه الأصوات معظمهم من المستفيدين بطريقة مباشرة أو غير مباشرة من انسيابية وتدفق هذه الطاقة، فضلاً عنهم هناك فئات موجودة في كل مجتمع متخوفة بشكل دائم من التحديث والتغيير، ولا تتقبل أي تطورات قد تؤدي لاقتلاع الممارسات القديمة واستبدالها بجوانب حديثة وجديدة، وهؤلاء متواجدون ونلاحظ قلقهم في كل مكان من أرجاء العالم.
والمشكلة أن هذه الفئات المحاربة أو المقاومة أو الرافضة للطاقة النظيفة، تقوم باستحضار الأرقام على هيمنة الطاقة الأحفورية، وتواضع مخرجات أو مبتكرات ومخترعات الطاقة النظيفة على مختلف أنواعها، وأنها لا يمكن أن تغطي وتسد الحاجة الملحة للطاقة التي تحتاجها البشرية سواء اليوم أو المستقبل. مثل هذه الكلمات يمكن تقبلها أو تفهم أبعادها قبل عقد أو عقدين أو ثلاثة من الزمن، ولكن في هذه الحقبة التي نعيشها ومع ثورة التقنيات والتطورات الهائلة، بات الوضع مختلفاً تماماً، ومثل هذه الكلمات لا تستند إلى أية أرضية قوية، ببساطة البشرية تتجه نحو الطاقة النظيفة والتي تثبت يوماً بعد الآخر حضورها وقوتها، ويساعد على هذه المسيرة تنامي المبتكرات التي تقدم يومياً للمستهلك والتي تسهل عليه إنتاج واستخدام هذه الطاقة وفي اللحظة نفسها نشاهد انخفاضاً ملموساً في التكاليف المالية في أثمان تأسيس هذه الطاقة النظيفة، وهذا يعني أنه لو استمرت هذه العجلة في الدوران فإننا سنتخلى عن الطاقة الأحفورية في فترة زمنية لم تكن متوقعة.
لعل خير برهان على هذه الكلمات هو استحضار الواقع، ويمكننا العودة إلى عام 2013، وتحديداً في اليوم الثامن والعشرين من شهر أكتوبر، عندما أعلنت الدنمارك نجاحها في إنتاج 122% من الطاقة المولدة بالرياح، وهو ما يعني إنتاج طاقة تتجاوز الاستهلاك الاعتيادي للناس، هذا الحدث تم قبل أكثر من أربعة أعوام وجميعنا يعلم أن المخترعات التي نسمعها يومياً سواء في مجال الطاقة الشمسية أو الرياح أو غيرها، تتطور باستمرار، وهذا واقع نعيشه ونسمعه، والدول الأكثر نجاحاً وتقوم ببناء الخطط والاستراتيجيات المستقبلية هي التي تعمل في هذا الحقل وتسهم في تطوره، حتى تكون رائدة. لله الحمد في بلادنا نجاحات مهولة ومتميزة في مجال الطاقة النظيفة، والمطلوب هو الوعي المجتمعي بمثل هذا الحدث المستقبلي القادم.
Shaima.author@hotmail.com
www.shaimaalmarzooqi.com