اجتماعات المستقبل
ابن الديرة
صراحة وشفافية ووضوح، لفت اجتماعات الحكومة السنوية، التي تشرفت بحضور قامتين كبيرتين في الدولة، التي تطاول إنجازاتها عنان الفضاء؛ هما صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، وصاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، اللذان حرصا على حضور إطلاق سبع استراتيجيات وطنية مستقبلية في القطاعات الحيوية لـ«مئوية الإمارات 2071».
الوزراء المعنيون قدموا شرحاً مفصلاً عن كل الاستراتيجيات أمام سموهما، وسمو أولياء العهود، وأكثر من 500 وزير ومسؤول، واستمعوا جميعاً إلى كلام مفصل عن استراتيجية المهارات المتقدمة، وتطورات تطبيق استراتيجية الإمارات للعلوم المتقدمة، وتطورات تنفيذ استراتيجية الإمارات للذكاء الاصطناعي، وشرح عن الاستراتيجية الوطنية للأمن الغذائي، ومستهدفات الاستراتيجية الوطنية للتشغيل، وعرض عن «الأجندة الثقافية لدولة الإمارات»، وعروض عن محاور الإطار الوطني لجودة الحياة وأهدافها.
هذه الخريطة المكتظة المثقلة ببرنامج عمل؛ يحتاج إلى جهود لا تهدأ، وعمل لا ينقطع، يصل به المعنيون جميعاً، آناء الليل بأطراف النهار؛ لتحقيق التنافسية، التي هي المبدأ الأهمّ والأسمى لدولة الإمارات، وقادتها المصمّمين، على تبوّؤ وطنهم وشعبهم المراكز العُلى، والمراتب الأُول، في الإمارات السبع مدناً ومناطقَ وضواحي.
استشراف المستقبل في الإمارات، لم يعد رؤية ووجهة نظر؛ بل صار صناعة مؤسسة؛ حيث قال صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد: «هدفنا مأسسة صناعة المستقبل في رحلة الدولة؛ لتحقيق أهداف المئوية»، وأكد صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد: إن «الدولة تعدّ لمتطلبات الغد وتستبق تحدياته؛ لتصنع الفارق في المجتمع».
وهدف الاجتماعات، كما أكد القائدان، أن تجيب عن سؤالين: أين وصلنا؟ وماذا نريد؟ سؤالان يبدوان سهلين بكلماتهما القليلة؛ لكن يمكن أن نقول: «إنّ خير الكلام، ما قل ودلّ»، فهل يمكن أن يجيب أحد عن عميق ما في هذين السؤالين، سوى قائدين؛ مثل: محمد بن راشد، وأخيه محمد بن زايد، وإخوانهما قادة الإمارات، في تعبير جليّ عن وحدة هذه البلاد، وتماسكها، وتواشج أواصرها، والتفافهم حول راية واحدة، تضم خضر المرابع، وبيض الصنائع، وسود الوقائع، وحمر المواضي.
دولة الإمارات مكانتها الإقليمية والعالمية متميزة، ما يضعها أمام تحديات؛ تستدعي التفكير بطريقة مختلفة في مستقبل الكثير من القطاعات الحيوية. وهذا ما جمع هذا الحشد من المسؤولين؛ ليعملوا على تطوير الوطن، وليتبادلوا الصراحة عن التحديات، ولا وجود للمجاملة أو المحاباة.
الاجتماعات تؤسس لخمسين سنة من العمل الوطني، يميزها تكامل الخطط، وتوحيد الجهود والتركيز على المستقبل.
إمارات الغد، يرسم تفاصيلها أبناؤها اليوم، والمستقبل الواعد يتحقق باتحاد راسخ الأسس، واسع الجذور، وأعناق تشرئب إلى السماء، فخورة بالإنجازات.
ebnaldeera@gmail.com