ازدواجية غير مبررة
سلام أبوشهاب
بعد 25 عاماً من الانتظار يمكن القول إنه أصبح الآن على أرض الواقع برنامج متكامل لنقل وزراعة الأعضاء البشرية في الإمارات تقوده اللجنة العليا لنقل وزراعة الأعضاء البشرية وينفذه بجزئه الأكبر مستشفى كليفلاند كلينك أبوظبي التابع لمبادلة للرعاية الصحية.
عمليات نقل وزراعة الأعضاء البشرية بدأت بشكل متواضع في الإمارات في مطلع الثمانينات بإجراء عمليات نقل وزراعة الكلى من المتبرعين الأحياء في مستشفى المفرق، وعمليات نقل وزراعة القرنية التي كانت تستورد من بنوك للعيون من الخارج، ثم إجراء عملية لنقل وزراعة جزء من كبد متبرع حي لقريبه المريض في مستشفى زايد العسكري في العام 2007، وفي العام 1993 صدر أول تشريع لنقل وزراعة الأعضاء البشرية يجيز نقلها من المتبرعين المتوفين دماغياً إلا أنه لم ينفذ.
مع إجراء عمليات نقل وزراعة أعضاء بشرية من متبرعين متوفين دماغياً خلال الربع الأخير من العام 2017 شملت إجراء أول عملية لنقل وزراعة قلب، وأول عملية لنقل وزراعة رئة الشهر الجاري في مستشفى كليفلاند كلينك يمكن القول إن عمليات نقل وزراعة الأعضاء البشرية دخلت مرحلة جديدة ومهمة نحو الحد من معاناة مرضى الفشل العضوي.
الحصول على أعضاء من متبرعين متوفين دماغياً بدأ بعد إجراء تعديلات على قانون نقل وزراعة الأعضاء البشرية وإصدار اللائحة التنفيذية للقانون والتي دخلت حيز التنفيذ في 15 فبراير/ شباط من العام 2017، واستمرارية هذا النوع من العمليات النوعية والمهمة يتطلب إنشاء مركز وطني للنقل والزراعة، وإطلاق حملة توعية شاملة لتشجيع الجمهور الراغبين في التبرع بعد الوفاة وفق الشروط المحددة.
المضي قدماً في هذا المشروع الذي طال انتظاره يتطلب إعادة تنظيم هذا النوع من العمليات لمنع الازدواجية في إجراء هذه العمليات، فعلى سبيل المثال عمليات نقل وزراعة الكلى تجرى في مستشفى مدينة الشيخ خليفة الطبية في أبوظبي ومستشفى كليفلاند كلينك أبوظبي أيضاً والمسافة بين المستشفيين عدة كيلومترات، فلا مبرر لازدواجية هذا النوع من العمليات حتى وإن كان كل مستشفى يدار ويتبع جهة تختلف عن الأخرى.
Salam111333@hotmail.com