ازدواجية معايير الإتقان لدى «آبل»

روب بيجورارو*
لا ينفك مسؤولو «آبل» يتحدثون عن المجمع الجديد للشركة «آبل بارك» الذي قامت بإنجازه بكل إتقان، فخلال فعاليات متحف هيرشهورن بواشنطن، لم يجد أحد المسؤولين الكبار في الشركة أي مخرج من الأسئلة التي طرحت عليه، والتي تتعلق بأن «آبل» استطاعت إتقان إنشاء مقرها الجديد الذي تبلغ مساحته 2.8 مليون قدم مربعة بتكلفة تقارب الـ 5 مليارات دولار، فيما لا تستطيع إتقان منتجاتها بذات الكفاءة. حيث قال المسؤول بنبرة غضب عند مواجهته بالسؤال إن المقر الجديد للشركة لا يخص الآخرين، بل إنه مخصص لكي يكون مقراً لآبل.
وواجه المسؤول سخرية كبيرة من الحاضرين بعد أن قال إن المقر الجديد سيوفر بيئة مثالية بالنسبة للعاملين في الشركة ويعزز من إنتاجيتهم وكفاءتهم. بيد أن الكفاءة التي تتحدث عنها «آبل» لا تبدو متماشية مع كفاءة منتجاتها التي تحتوي على الكثير من العيوب التصميمية والتصنيعية، ربما بسبب افتقارها للابتكار الذي كان أحد أعمدتها الرئيسية خلال سنواتها الأولى. ولا يبدو أيضاً أن الشركة مهتمة كثيراً بما يثار عنها في الإعلام، ناهيك عن الآثار التي لحقتها بعد التراجع المخيف لمبيعات أجهزتها الجديدة، في الوقت الذي كان حرياً بها استنساخ الكفاءة التي أنجزت بها مبناها الجديد في منتجاتها.
في نفس ذلك اليوم، أطلقت «آبل» حزمة تحديثات جديدة لمنتج «ماك أو إس»، وهي الحزمة التي قالت إنها تتضمن حلولاً أمنية أكبر بالنسبة للمستخدمين، بيد أنها أطلقت في اليوم التالي مباشرة حزمة تكميلية جديدة لدعم الحزمة التي أطلقتها قبل يوم واحد، حيث إن الحلول الأولى قامت بمسح خاصية مشاركة الملفات من الأجهزة، ما استلزم إلحاقها بإصدار جديد لاستعادة الخواص المفقودة، وهي الأمور التي تعطي انطباعاً بأن الشركة الأكبر في الولايات المتحدة لا تستطيع التعامل مع مشاكل منتجاتها بالطريقة التي تتعامل بها مع ما يخصها.
وإضافة إلى ذلك، هناك منتجات للشركة لم يتم حتى الآن تحديثها أو تطويرها، مثل «ماك بوك اير» التي لم يتم تحديثها منذ العام 2015، وبعد أن أهملت منتج «ماك برو ديسك توب» لوقت طويل، خالفت الشركة التقليد الذي اتبعته لوقت طويل، وأعلنت أنها ستنتج نسخة مطورة منه.
هنالك العديد من التقارير التي أشارت إلى المستوى الخيالي من الإتقان الذي طبقته الشركة في الاهتمام بإنجاز مقرها الجديد، وهو المكان الذي يبدو وكأنه مثالي للعمل، في حال لم تكن تعمل فيه، بحسب أحد المراسلين الذين زاروا المكان سابقاً. يجب على شركة بحجم آبل أن توافق بين ما تقوم به لنفسها مثل مقرها الجديد، وبين ما تقدمه للمستهلكين الذي ينظرون إليها كرائدة للتكنولوجيا في العالم.
*واشنطن بوست