مقالات عامة

الابتكار والثروة البشرية

أحمد البيرق

الابتكار يبدأ بك، شعار شهر الابتكار في الإمارات جاء ليؤكد أن الثروة البشرية هي أساس الابتكار، ولا بد لنا من تنمية قدرات هذه الثروة من خلال التخطيط السليم ورسم السياسات العملية في مراكز التعليم بمختلف مستوياتها ومقرات العمل بمختلف اختصاصاتها، وذلك من أجل تمكين البشر وخلق مجتمع مبتكر.
خلال زيارتي لشهر الابتكار وبالتحديد لأسبوعه الذي احتضنته إمارة الشارقة بدا لي جلياً اهتمام القيادة بدعم المبتكرين والابتكارات، سواء أولئك الذين يمارسون مهنهم أو أولئك الذين ما زالوا على مقاعد الدراسة، وكيف أن عملية الابتكار تكاملية وتنطلق من الشعور بالحاجة لشيء ما، فإما أن تكون من مقدم خدمة إلى مستفيد منها، أو من مستفيد من خدمة إلى مقدمها.
كما أني استشعرت من خلال ما شاهدته في كل من واجهة المجاز المائية و مركز الشارقة لعلوم الفضاء والفلك بأن الإمارات أضحت بيئة خصبة للابتكار، فهي تمتلك كافة مقوماته، التي ستسهم في تطور حياة البشر وتنميتها.
ووجدت أن إمارة الشارقة عززت ثقافة الابتكار بين أفراد المجتمع مبكراً، حيث أقامت في منتصف تسعينات القرن الماضي المتحف العلمي ومركز الاستكشاف اللذين يحفزان على الابتكار، واستمرت على ذات النهج وبشكل أكبر بدعمها مراكز الأبحاث وسعيها الدائم لإقامة توأمات بين كلياتها الجامعية والمراكز البحثية العالمية فضلا عن إعلانها عن مجلس للبحث العلمي والدراسات العليا، وإنشاء أكاديمية الشارقة للبحوث، ومعهد الشارقة للأبحاث الطبية والعلوم الصحية، ومعهد بحوث العلوم والهندسة، ومعهد بحوث العلوم الإنسانية والاجتماعية، وغيرها كثير، كل ذلك من أجل خدمة وتطوير وتنمية المجتمع المحلي والإقليمي ولتسهم عائدات البحث العلمي في تطوير المصالح والاحتياجات الإنسانية كافة.
وعليه يجب أن يكون الابتكار أسلوب حياة، نمارسه من أجل الارتقاء بأنفسنا ومجتمعاتنا، ونسهم من خلاله في وضع دولتنا ضمن مصاف الدول المتقدمة، ونجعل حياتنا اليومية عن طريقه أكثر سهولة و مرونة.
وهنا أودّ الإشادة باختيار اللجنة المنظمة لشهر الابتكار في إمارة الشارقة للمواقع التي احتضنت الفعاليات ومشاركات المؤسسات الحكومية والمؤسسات التعليمية الابتكارية، وكيف أنها باختيارها هذا أتاحت الفرصة أمام عدد كبير من الجمهور للاطلاع على تلك الابتكارات والاستفادة من ورش العمل المقامة، والاستمتاع بالبرامج الترفيهية المصاحبة لمختلف أفراد الأسرة.

Original Article

زر الذهاب إلى الأعلى