قضايا ودراسات

الامتحان بمن حضر

هطل المطر أخيراً، وأول الغيث يكون غزيراً، فنشعر بالفرحة دائماً، ونقلق أحياناً على حال الطرقات والزحام وتدفق السيول أو تجمع المياه في بعض الشوارع والأنفاق. هذه الحالة لا تخص الإمارات وحدها، بل هي تنتشر في مختلف دول العالم، ويكون للطبيعة أحكامها وما تفرضه علينا من حين لآخر.
وزارة التربية والتعليم لم تصدر تعميماً بتعطيل الدراسة، لكن بعض المدارس استبق «الأزمة» التي قد تحصل بسبب الأمطار، فأغلق أبوابه وأرسل لأولياء الأمور منذ ليل الأحد تنبيهاً بذلك، وحسناً فعلوا، بينما سارت حافلات المدارس الأخرى كالمعتاد صباح الاثنين، فإذا بها تصل بطلابها متأخرة إلى المدارس، واضطرت لإعادتهم باكراً إلى منازلهم.
«التربية» سبق أن تركت الباب مفتوحاً أمام أولياء الأمور وإدارات المدارس لاتخاذ القرار المناسب عندما تسوء الأحوال الجوية، بما يضمن سلامة الطلاب، واضعة في رأس أولوياتها «معايير الأمن والسلامة في الأجواء الممطرة»، ولكل إدارة، الحق في اتخاذ ما تراه مناسباً لحماية طلابها.
الكلام واضح بلا أي حاجة لتأويل أو بث الذعر في النفوس، لذا من الحكمة أن تلجأ كل مدرسة إلى شروط الأمن والسلامة المناسبة، وتلتزم بهما. ومن قرر من الإدارات، استكمال يومه الدراسي بشكل عادي رغم ارتفاع نسبة غياب الطلاب، لا نستهجن قراره، وإنما نستغرب إرساله رسائل إلى أولياء الأمور، يعلن فيها إجراء الامتحانات «بمن حضر»، دون أي اعتبارات إلى غياب الآخرين رغماً عنهم، ولأسباب خارجة عن إرادتهم تحكمت فيها الطبيعة، فحالت دون وصولهم أو حضورهم، بينما يعاني أهاليهم من الزحام وأحوال الطرقات في بعض المناطق، حيث تسببت الأمطار ببعض التجمعات المائية.
الاستعجال في إجراء الامتحانات أياً كانت الظروف وبمن حضر من الطلاب، لا يجوز، خصوصاً أننا في نهاية الفصل الدراسي الأول؛ لأن الهدف من الامتحان أساساً ليس الانتهاء منه في موعده المحدد وبأي ثمن، بل تمكن كل الطلاب من إجرائه بشكل آمن، ووفق شروط السلامة العامة، وحمايتهم من أي مخاطر، ودون تعريض أهاليهم للضغوط والقلق. «الدوام المرن» الذي أقرته وزارة التربية والتعليم هذا العام، يجيز لأولياء الأمور والطلاب في مثل هذه الحالات الطارئة، الوصول في وقت متأخر إلى المدرسة، كما أن «القرار المرن» حول تعليق الدراسة أو استمرارها في الأحوال الجوية السيئة، يسمح أيضاً لأولياء الأمور وليس فقط لإدارات المدارس باتخاذ القرار المناسب في حال عجزهم عن إيصال أبنائهم إلى المدرسة بسبب الأحوال الجوية وتراكمات المياه، والغياب الكبير للطلاب في مثل هذا اليوم، يستوجب «تعليقاً للامتحانات» أو الاختبارات أيضاً.

زر الذهاب إلى الأعلى