التباهي القطري.. إفلاس المهزوم
رائد برقاوي
يتباهى كثيرون من المسؤولين القطريين بقوة ومتانة اقتصاد بلادهم، وهو تباهٍ هدفه الدفاع عن كيانهم الذي يمر هذه الأيام بمفصل تاريخي يهدده بسبب مقاطعة شرعية اتخذتها الدول الأربع الداعمة لمكافحة الإرهاب.
التباهي القطري
يركز في جانبه الأساسي على امتلاك البلاد محفظة استثمار خارجية تقدر بحوالي 350 مليار دولار، وقدرة على توفير عوائد كبيرة ناجمة عن عقود الغاز وصادرات الخام.
التباهي القطري
لا يتحدث عن حجم الإنفاق السنوي والالتزامات السابقة واللاحقة لدولة «الجزيرة»، التي تعتزم إهدار 200 مليار دولار على هوايتها الرياضية، ولا عن الدين الذي وصل إلى 70% من الناتج المحلي، ولا عن العجز السنوي الذي يتوقع أن يبلغ هذا العام 12 مليار دولار بحسب أرقام رسمية قبل المقاطعة، ولا عن توقعات بتجاوزه 20 مليار دولار.
التباهي القطري
لا يشير من قريب أو بعيد إلى تقارير وكالات الائتمان العالمية التي خفضت جميعها تصنيفات الاقتصاد الكلي وكذلك القطاع المصرفي ومعها الشركات التجارية، وغيرت نظرتها المستقبلية من إيجابية ومستقرة إلى سلبية في خلال أقل من شهر من معاقبة الدوحة.
التباهي القطري
، أغمض عينه عن حال المواطنين القطريين ومعهم المقيمون الذين بات عليهم في غضون اسابيع قليلة من المقاطعة التعامل مع معدلات تضخم في الأسعار بلغ 35 %، وعن نقص في المواد الأساسية وعن قرب انتهاء المخزونات وعن ارتفاع تكلفة الاستيراد والصادرات ، وعن زيادة اعباء التأمين البحري والجوي، وعن تأخر في المدفوعات وإنجاز المشاريع وعن مديونيات داخلية وخارجية ضخمة ترتبت على الحكومة ، وعن هروب الاستثمارات، وعن ضغوط على الريال، وعن وعن ..
التباهي القطري
هو إفلاس المهزوم وحالة مؤقتة مهما كبر حجم العناد والمكابرة، لأن المشهد الاقتصادي الحالي، الذي يدّعون أنه «متماسك» على الرغم من الدعم والتدخل الحكومي لإبقائه هكذا، لن يصمد طويلاً لأن قائمة طويلة من العقوبات المالية والاقتصادية في الطريق لبلد اختارت قيادته الشر بمواصلتها دعم الإرهاب وتمويل أنشطته التخريبية.
التباهي القطري
سيكون «غير» بعد أسابيع أو أشهر أو حتى سنوات، عندما تُخير الشركات العربية والعالمية بين العمل في بلدان تمتلك أكبر ثلاثة اقتصادات عربية وبين قطر وحجم سوقها المتواضع، أو عندما تبدأ الشركات الأجنبية في الدوحة هجرة معاكسة مع تدهور الأعمال في دولة «الجزيرة».
التباهي القطري
المصطنع المخصص للاستخدام الإعلامي وللاستهلاك المحلي سيتحول إلى تباكٍ قريباً، إن لم تستجب «القيادة» القطرية لصوت الحكمة والعقل .
كان الله بعون الشعب القطري الصابر على قيادته، وبعون المقيمين الذين جاءت بهم الصدف للعمل في اقتصاد «ملوث»، وكان الله بعون المنطقة والعالم على تحمل «صبيانية» الدوحة.
barqawi04@hotmail.com