التخصصات الجامعية
سلام أبو شهاب
ما أكثر التخصصات الجامعية التي يحتاج لها سوق العمل خلال السنوات الأربع المقبلة، وما التخصصات التي وصلت إلى درجة الإشباع؟ مثل هذه الأسئلة تتبادر إلى أذهان خريجي الثانوية العامة وأولياء الأمور ممن يجتهدون في البحث عن التخصص الأفضل لأبنائهم في هذه الفترة بالذات، حيث موسم الالتحاق بالجامعات التي يصل عددها إلى 79 جامعة حكومية، وخاصة في الدولة.
الإجابة على مثل هذه الأسئلة متوفرة بالتأكيد لدى الجهات المسؤولة عن تنظيم سوق العمل، بما فيها القطاعات التعليمية، وهيئات الموارد البشرية، وغيرها من الجهات التي شاركت في الدراسات التي تم إجراؤها حول موضوع التخصصات الجامعية، ومتطلبات سوق العمل، من واقع طبيعة ونوعية الوظائف المتوفرة التي تحددها مختلف الجهات، بما يلبي متطلبات تنفيذ الخطط والبرامج ذات العلاقة.
وطالما أن نتائج مثل هذه الدراسات موجودة، لماذا لا يتم الإعلان عنها؟ وإن تم في وقت سابق، لماذا لا يتم التأكيد في مثل هذا الوقت من كل عام على أكثر التخصصات المطلوبة لسوق العمل؟ بحيث تكون متاحة للجميع للتسهيل على الطلبة وذويهم في اختيار التخصص الأنسب، لضمان الحصول على الوظيفة المناسبة بعد التخرج في الجامعة.
وزارة التربية والتعليم ـ التعليم العالي ـ مطالبة بنشر تفاصيل مثل الدراسات على موقعها الإلكتروني، ومطالبة أيضاً بإطلاع أفراد المجتمع خلال هذا الوقت على اكثر التخصصات الجامعية التي يحتاج إليها سوق العمل خلال السنوات المقبلة، وعليها إلزام مؤسسات التعليم العالمي بنشر نتائج الدراسات المعتمدة حول التخصصات الجامعية المطلوبة.
بعض الجامعات ومؤسسات التعليم العالي تستحدث تخصصات لا يحتاج إليها سوق العمل، وعلى الرغم من ذلك يتولى المرشد الأكاديمي في هذه الجامعات والمؤسسات الترويج للتخصص الجديد من خلال تشجيع ونصح الطلبة الجدد على الالتحاق بالتخصص الجديد، لهدف واحد فقط لا غير، وهو إنجاح خطة الجامعة في طرح التخصص الجديد واستقطاب اكبر عدد من الطلبة.
كثير من الطلبة يلتحقون بتخصصات وصلت إلى مرحلة التشبع، ولا يحتاج إليها سوق العمل، وفي هذا هدر للطاقات والأموال، والنتيجة أفواج من الخريجين العاطلين عن العمل لعدم توفر الوظائف التي تناسب تخصصاتهم، أو الالتحاق بوظائف بعيدة كل البعد عن تخصصاتهم.
Salam111333@hotmail.com