غير مصنفة

التفاؤل والمستقبل

محمد سعيد القبيسي

هناك ارتباط وثيق بين التفاؤل والمستقبل، فالإنسان المستقر الآمن الواثق من تطلعاته، والمتفائل بخطوات عمله، دائماً نراه يعد نفسه وأسرته وعياله بمستقبل زاهر ومضيء؛ الأمر الذي يدعوه إلى مضاعفة جهده، واضعاً أمامه أملاً يتطلع إلى تحقيقه، من أجل توفير السعادة والرفاهية وضمان استمرارية العيش الرغيد.
وعادة ما يكون ذلك بناء على تخطيط وتفكير ودراية واهتمام، وليس عن طريق المصادفة أو الفوضى؛ لأن السير المضطرب لا يصل إلى هدف، وهنا تبرز أهمية التوجيهات السامية التي تهل علينا، بمبادرات ونداءات من أجل نشر التفاؤل والإيجابية والسعادة، في بناء مستقبل الأجيال، فإذا ما اطمأن المواطن على مستقبله، ومستقبل عياله، وضمن لهم الحياة الكريمة، استطاع أن يقوم بمهامه على أفضل وجه، واستطاع أن يمنح نفسه فرصة الإبداع والابتكار، مما ينعكس على عطائه في العمل. وهكذا يرتفع مستوى الأداء، وتسير البرامج والأعمال بصورة اطرادية، بخط أفقي إلى مراتب ترفع نسبة الكفاءة الإنتاجية، وتتبدل السلبيات إلى جهد وإيجابية مخلصة، تعمل على التقدم والتطوير والتفاؤل.
وبالتالي يلعب دوراً نفسياً في حب العمل والإقبال عليه، كما يؤدي إلى رفعة في السلوك، وسموّ في الأخلاق، وبالتالي تسود بين الأفراد روح عمل الفريق الواحد.
الشيء بالشيء يذكر، ونحن نشاهد اليوم الفرق الرياضية والمباريات الدولية والحماسة، فلولا الأمل والتفاؤل والتعاون من أجل تحقيق الأهداف وصناعة اسم لاعب المستقبل، يكون الفريق مهزوماً قبل أن تبدأ المباراة؛ لذلك فإن الروح المعنوية العالية والمتفائلة، هي التي تحقق المعجزات والانتصارات، والأمل بالمستقبل الذي ينتظر المجد.
هنا أمل بالمستقبل الرغيد المشرق المضيء، وما نراه اليوم من توجيهات بصناعة المستقبل، والآمال الكبيرة بأجيال المستقبل، التي تؤهلهم الدولة بالعلم والتربية، وتوفر لهم كل أسباب السعادة، من أجل أن يتفاءلوا بمستقبلهم المضمون بإذن الله تعالى، وعند ذلك تبرز لديهم الكفاءات، وتظهر الطاقات والمواهب، لتمنح الوطن الإخلاص في واجبها وترد الجميل.
إن المسؤولية المجتمعية التي تقع على كل مواطن ومقيم، وعلى الشركات والمؤسسات الحكومية والأهلية والإنسانية والخاصة، هي توفير الدعوات التي تلبّي متطلبات السعادة، لتعمر القلوب بالتفاؤل المستدام، ليكون عاملاً فاعلاً في رسم محطات المستقبل، وازدهار وراحة المواطنين، وكل من يقيم على أرض الإمارات الحبيبة.

abudhabi@email.com

Original Article

زر الذهاب إلى الأعلى